عندما يخطئ وزير الداخلية هذا الخطأ الجسيم !
المدينة نيوز – خاص – محرر الشؤون السياسية - : كان يفترض بوزير الداخلية السيد نايف القاضي الإيعاز لمحافظ العاصمة منح موافقة لجبهة العمل الإسلامي للقيام بمسيرة هذا اليوم الجمعة بعد الصلاة انطلاقا من المسجد الحسيني وسط البلد تعبيرا عن رفض الترانسفير الإسرائيلي الموجه ضد الاردن وكينونته ووجوده وأمنه ، خاصة وأن سبب المسيرة مدرج في الطلب الذي تقدم به الإسلاميون وتم رفضه .
قد يستغرب كثيرون هذا الطرح ، إلا أنه وبغض النظر هل لجبهة العمل أهداف انتخابية أو غير ذلك كما يروج البعض مما لا علاقة لنا بترجيحه أو نفيه ، إلا أن المسيرة في هذا الوقت بالذات ضرورة من ضرورات الصراع مع المجرمين الصهاينة بالعين والسن والبادئ أظلم .
نستغرب هذا التناقض الغريب في المواقف الرسمية ، فالحكومة – من جهة – تجيش الإعلام والناس ضد أطروحات أبناء العمومة ، وفي المقابل تمنع مسيرة ضد الترانسفير ، وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام حول كل هذا الذي يجري .
الاردن محمي أولا بأبنائه الذين أقسموا بأن أي مشروع على حساب الاردن لن يمر مهما بلغت التضحيات ، وذلك انتماء لهذا الحمى ، وايضا لأن هذه الجريمة المطروحة لا تستهدف الاردن فقط بل كل الأمة التي يؤمن بها الأردنيون ، ويعملون لعزتها وكرامتها وهم من أكثر أبناء الأقطار العربية قومية وانتماء وحبا بالعروبة والقدس وبأهل القدس وفلسطين إن حزت ولزت ، إلا أن هذا أمر ، والسكوت ( جماهيريا ) عما يحاك ضد البلد أمر آخر يستوجب الوقوف عنده وتامله ومعرفة مراميه وأهدافه ، مقصودة كانت أم غير مقصودة ، مع أننا نرجح الثانية .
وزير الداخلية الذي لا يشك أردني حر بانتمائه وحرصه على وحدة البلد وأمنه وهو الذي أطلق تصريحه الشهير الأخير حول الشهادة على تراب الوطن ، أخطأ خطأ فادحا بمنعه هذه المسيرة ، فتصفية الحسابات لا تكون مع حزب ، مجرد حزب ، حتى لو كانت له أهداف خاصة ، لان التحشيد من أي جهة داخلية مطلوب إن كان الهدف في النهاية مصالح البلد العليا .
لقد أخطأ الوزير الوطني والمنتمي ، وكنا – كسلطة رابعة – نعتقد بأن الوزير القاضي بالذات هو الذي سيكون على راس المسيرة ( المرفوضة ) أو أنه سيبادر هو والحكومة وكل أركان الحكومة الأردنية لقيادة الملايين في مسيرات تعم مختلف أرجاء البلد للتعبير عن رفض الاردن ، كل الاردن ، هذا الذي يحاك ضدنا في الخارج ، والذي يعتبر بالنسبة لنا كأردنيين : حياة أو موت .. فلا وطن لنا غير هذا الوطن ، ولا قائد لنا غير هذا القائد الذي نفتديه بالمال والولد ، والذي اثبت ويثبت يوميا وآخره في معان الأبية ، أنه رأس الحربة ، وأنه حد السيف عشقا وحبا للأردن العزيز ، وشعب الأردن العظيم !.