مقابلة المنار مع الأسد .. وصاية الحزب على الرئيس!!

تم نشره الأحد 30 آب / أغسطس 2015 12:42 صباحاً
مقابلة المنار مع الأسد .. وصاية الحزب على الرئيس!!
ياسر الزعاترة

تلك من أغرب المقابلات التي استمعت إليها شخصيا مع بشار الأسد، أعني مقابلته مع قناة المنار الناطقة بلسان حزب الله. فقد كشفت بفجاجة طبيعة الوصاية التي يمارسها الحلف الإيراني؛ وحزب الله أحد أدواته، على سوريا وعلى قائدها المقاوم العنيد!! في الشكل كان الإجهاد باديا على بشار، كأنما استيقظ من نومه للتو، وارتدى قميصا كانت ياقته معوجة من أحد جانبيها. وقد يرى البعض أنه يخوض معركة ومن الطبيعي أن يكون هذا حاله (لم يكن كذلك في المقابلات السابقة)، لكن واقع الحال أن إيران هي من تخوض المعركة، وحزب الله هو من يستقبل الجثث، وهو من عليه أن يبرر كل يوم بطرق شتى مشروعية هذه المعركة التي يخوضها إلى جانب يزيد وهو يرفع راية الحسين!!! الجانب الكاريكاتوري في المقابلة، وهو الذي بدأنا به يتمثل في أن حزب الله أرسل أحد مذيعي قناته (المصري عمرو ناصف) كي يأخذ من الأسد تصريحات مبرمجة تعدل أخطاءً يرى الحزب أنها صدرت عن “الرئيس” في آخر خطاباته قبل أسابيع، والذي اعترف فيه بالإنهاك الذي يعانيه جيشه. ولأن الهزيمة كانت سافرة في الخطاب المذكور، كما شمل أخطاءً أخرى، فقد كان على المنار أن تأخذ من بشار أقوالا جديدة تعدل الموقف. بدأ ذلك بالحديث عن تفاؤله بالنصر، وهو منحها شيئا من ذلك، قائلا إن الصمود كان أولا بسبب دعم الشعب، وثانيا بدعم الأصدقاء، فيما يعرف الجميع أنه لولا إيران تحديدا لانهار نظامه منذ زمن، من دون أن ينكر أحد أن أقلية طائفية لا زالت تقاتل إلى جانبه، وإن بدا دورها هامشيا في المراحل الأخيرة (لم يتذكر المذيع أن الرئيس الذي يجلس قبالته لا يسيطر سوى على خمس مساحة التراب السوري). وحين أراد المذيع أن يزيد جرعة التفاؤل بالحديث عن ربع الساعة الأخيرة في الأزمة؛ ليس استنادا بالطبع إلى معطيات عسكرية، بل إلى أخرى سياسية تتمثل في الجهود الروسية وبعض المواقف العربية المساندة.. حين أراد المذيع ذلك، لم يحصل على المطلوب، فهنا كان بشار واقعيا بربطه ذلك بوقف الدعم الخارجي للإرهابيين كما يسميهم!! بعد ذلك حاول المذيع أن يأخذ من بشار ردا “ثوريا” على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وذكّره بقصة تغيير قواعد الاشتباك التي تحدث عنها نصر الله، لكن بشار خذله هنا، حيث أكد على أن حرب الإرهابيين هي الأولوية، وأنهم عملاء إسرائيل، ومن الضروري محاربتهم قبل حرب إسرائيل. وحين قال له المذيع إن هذا الكلام قد يجرّئ العدو على مزيد من الاعتداءات، عاد يكرر نفس الكلام، ولم ينطق بكلمة تهديد ضد الصهاينة، ولو من باب مجاملة المذيع وجبر خاطره (تذكرون تهديده قبل حوالي عام)!! من جانب آخر أراد المذيع (مشغلوه بتعبير أدق) أن يأخذوا من بشار كلاما ينسخ ما ذكره في الخطاب السابق عن إنهاك الجيش، وهنا جاء رده بين بين، حيث أكد بعد إلحاح المذيع أنه قال ذلك لتحفيز الشباب على الالتحاق بالجيش، أي أنه لم يغير، لكنه لم يؤكد من جديد حالة الإنهاك. وتستمر الوصاية من المذيع (مشغلوه مرة أخرى)، فيذهب نحو ذلك الكلام المفاجئ (معروف بالنسبة إلينا) في الخطاب الماضي، حين قال إن سوريا ليست للسوريين، وإنما لمن يدافع عنها، وهنا حصل المذيع أو الحزب على تصحيح فلسفي لم يكن كافيا، فاضطر إلى وضع الكلمة في فم بشار بالقول، تقصد من السوريين، فقال نعم من السوريين، مع أن الكلام السابق كان فضائحيا، لأن قال ليست للسوريين فقط، بل لمن يدافعون عنها، أي أنها في النتيجة لإيران وأتباعها، أو لمشروع طائفي بتعبير أدق. بعد ذلك، حصل المذيع، بحسب طلب من أرسلوه على تأكيد جديد من بشار بأن الموقف الروسي لن يتغير، مع مديح طويل عريض عن “مبدأية الموقف الروسي”، مع أن عاقلا لا يقول ذلك بحال (ماذا عن موقف بوتين في اليمن لو سألنا نصر الله؟!)، وكان الحديث عن روسيا في سياق الاستجداء، بما في ذلك القبول بحوارها مع معارضين سوريين كانوا بتصنيف بشار تابعين لقوىً معادية، وليسوا وطنيين كما هو حال الائتلاف السوري!! حصل المذيع أيضا (إلى جانب وجبة تبجيل لإيران ونصر الله) على وجبة هجاء للسعودية والأردن وكذلك لأردوغان (السلطان الإخواني أو الإخونجي حسب تعبيره)، الخلاصة أننا كنا إزاء مقابلة جديدها هو الجانب الكاريكاتوري ممثلا في وصاية حزب الله، بالوكالة عن السيد الإيراني على بشار، وصولا إلى وضع الكلام في فمه حتى لا يسبب إحراجا للسادة الذين يحتلون البلد، وقال هو شخصيا في الخطاب السابق إنها لهم، طبعا لأنهم من يدافعون عنها!!!

(الدستور 2015-08-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات