روسيا والعرب !!

تم نشره الأحد 30 آب / أغسطس 2015 12:52 صباحاً
روسيا والعرب !!
خيري منصور

نعرف ان التاريخ لا يتكرر ولا ينمو دائريا، وان حدث مثل هذا التكرار فهو اقرب الى الكاريكاتور، لهذا فالعلاقات العربية الروسية الان من طراز آخر ولا تقاس بأية حال على العلاقات ذات البعد الايديولوجي في الحرب الباردة، رغم ان هناك من اصابتهم نوستالجيا تلك الحرب بالتوقف عن النمو عندها . روسيا الان لا تقايض القمح بالشعارات ولا تبيع احلاما للعالم الثالث الذي فقدت معظم دوله تسعيرتها السياسية بعد ان تلاشى ذلك الهامش الذي يسميه الشاعر دانتي اللمبو بين الجنة والنار، لكنه حين يترجم سياسيا يصبح بين الرأسمالية والاشتراكية . قرائن عديدة يقول حاصل جمعها إن روسيا نهضت من اطول كبوة في تاريخها الحديث، و لم تعد اوسمة محاربيها القدماء تباع للسواح على ارصفة شارع أرباط بموسكو وذلك ببساطة لأن روسيا بحضارتها وثرواتها و ما تحقق لها من مكانة دولية قد تصاب بسبات الدّب، لكنها ما ان يندلع الدفء تحت ابطيها حتى تصحو و تحصي خسائرها بحاسوب بدائي كالذي شاهدته في أحد الفنادق الموسكوفية قبل ربع قرن فهو حاسوب الحصى أو الخرز الملون! لقد كانت الجرعة التي تلقتها في خريف الحرب الباردة كبيرة، بحيث ندم على حجمها حتى هؤلاء الذين حقنوها بها لأنهم ادركوا على الفور أن الانفتاح المؤقت و ما تسيله الاعلانات من لعاب الأمم التي عاشت خلف اسوارها زمنا لا يكفي لأنه يمحو الذاكرة، وتبعا لأبسط مقولات الجدلية سواء تعلقت بالتاريخ أو الحضارة فإن البذرة التي تسقط من شجرة عجوز قد تتحول الى غابة. روسيا الآن تعاني من حصار متعدد الاشكال، لكنها تعرف جيداً ثمن استعادتها لحضورها الدّولي، بعد تفكيك اوشك أن ينتف ريشها الامبراطوري و يسلخ جلدها . القادم من العلاقات العربية الروسية له صيغة أخرى، فالمصالح المتبادلة ليست ايدولوجية بل هي اقرب الى البرغماتية السياسة في عصر اصبحت المعادلات و الحواسيب و الارقام هي أقانيمه الثلاثة و قد يكون الطريق بين بعض العواصم العربية و موسكو لا يخلو من مطبات, فالفوبيا السُّوفيتية لم تسقط بعد من الذاكرة السياسية، لكن العالم الجديد الذي بدأت تضاريسه السياسية تشكل له مقياس رسم آخر غير الايدولوجيات و الأفكار المُعّلبة!

(الدستور 2015-08-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات