يوشينغ: زيارة الملك للصين تمهد لعلاقات شراكة استراتيجية
المدينة نيوز :- أكد السفير الصيني لدى عمان قاو يوشينغ أن الأردن سيوقع مع الصين، خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لبجين الأسبوع المقبل، على بيان مشترك، لاقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين الصديقين.
وقال، في حوار مع "الغد" بمقر السفارة في عمان الأسبوع الماضي، انه سيتم خلال زيارة الملك للصين، التي يلتقيه فيها الرئيس الصيني شي جينبينج ويحضر خلالها المعرض الصيني العربي، التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حول مشاريع اقتصادية، وتعاون اقتصادي بين البلدين، أهمها مشروع توليد الكهرباء من الصخر الزيتي، الذي اصبح تعاونا ثلاثيا، يجمع ثلاث شركات، صينية وماليزية واستونية.
إلى جانب التوقيع رسميا على اتفاقية انشاء جامعة صينية اردنية تقنية، تطمح بجين أن تصبح "جامعة عربية صينية في الأردن".
وحول الأزمة السورية، أكد يوشينغ أن موقف بلاده كالموقف الأردني بخصوص هذه الأزمة، لم يتغير منذ بدايتها، وهو الدعوة لحل سياسي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، وترك الشعب السوري يقرر مصيره ومصير بلده.
وقال "إن الأردن ليس بمثل بعض الدول الاقليمية، التي تتورط بصورة عميقة، في دعم فصيل أو جماعات أو مقاتلين في سورية"، مضيفاً "أعتقد أنه ليس من مصلحة الأردن ان يعمل كما تعمل بعض الأطراف الاقليمية، لأن سلام واستقرار سورية، وسرعة ايجاد حل سياسي للأزمة، يصب في قلب المصلحة الأردنية، والأردن يعرف هذا".
وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهها الأردن جراء الأزمة السورية، قال السفير الصيني إن المملكة تحملت مسؤولية استيعاب لاجئين سوريين، بأكثر من مليون نسمة، نيابة عن المجتمع الدولي، مؤكداً أن هذه ليست مسؤولية الأردن فقط، إنما مسؤولية العالم، إذ يجب على المجتمع الدولي ان يقدم كل الدعم للمملكة.
وبالنسبة لمشروع إعادة إحياء طريق الحرير، أوضح يوشينغ أن الرئيس الصيني طرح العام الماضي مبادرة، لإنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، ونسميه باختصار "حزام وطريق"، احدهما بري والآخر بحري.
وأشار إلى أن بلاده بادرت لإنشاء بنك آسيوي للاستثمار في البنية التحتية، حيث سيلعب هذا البنك، الذي يعد الأردن عضوا مؤسسا فيه، دورا كبيرا ومهما لدعم مشاريع البنية الأساسية بالنسبة للحزام والطريق.
كما لفت إلى أن الأردن يمكن أن يلعب دور رأس الجسر في التنفيذ الصيني لاستراتيجية الحزام والطريق.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للصين، المقررة خلال أيام من وجهة نظر بلادكم؟
- زار الملك قبل عامين الصين، وحضر الدورة الأولى للمعرض الصيني العربي، واثناء مباحثاته مع رئيس دولة الصين شي جينبينج، طلب ان يكون الأردن ضيف شرف للدورة الثانية، لهذا المعرض، الذي يقام كل عامين، في اقيلم نينغشيا، والذي يتمتع بالحكم الذاتي، ومعظم سكانه من المسلمين، والجانب الصيني وافق على هذا الطلب، وتم تحديد الأردن ليكون ضيف شرف لهذا المعرض.
وانا كسفير في الأردن سعيد جدا بهذا الشرف، وهو زيارة الملك هذه المرة للصين، لحضور افتتاح المعرض الصيني العربي، وكذلك لأهمية شخصية الملك، وايضا العلاقات المتميزة بين الصين والأردن. وسيلتقي الملك والرئيس الصيني خلال الزيارة. وبهذه المناسبة، سنوقع عددا من الاتفاقيات للتعاون بين البلدين، في المجالات المختلفة.
أثناء زيارة سابقة للملك للصين طرحت فكرة من قبل جلالته لاقامة علاقات شراكة استراتيجية بين الصين والأردن. وعلى مدى السنتين الماضيتين، بحث الجانبان بالتفاصيل حول محتويات هذه العلاقة. أعتقد اننا سنوقع خلال هذه الزيارة على بيان مشترك في بيجين، لاقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين.
من بين الاتفاقيات التي ستوقع، اتفاقية تعاون بين وزارة التربية والتعليم في الصين ووزارة التعليم العالي الأردنية، لانشاء جامعة صينية اردنية، والتي طرحها الملك اثناء زيارته السابقة، امام رئيس جمهورية الصين الشعبية، وتم تبادل الزيارات بين وفود متخصصة خلال الفترة السابقة، واتفق على هذا المشروع. وقد وقع وزير التعليم العالي لبيب الخضرا، في ايار (مايو) الماضي، خلال زيارته للصين، على مذكرة تفاهم لانشاء هذه الجامعة.
هذه الجامعة لها مغزى خاص للعلاقات الثنائية بين البلدين، وايضا ستكون معلما مهما ومميزا في مسيرة هذه العلاقة، لأنها اول جامعة مشتركة، تقيمها الصين في الخارج. وقد وقع الاختيار على الأردن، رغم انه بلد صغير، والمغزى من وراء ذلك، هو تقدير لدور الأردن في مجال التعليم في العالم العربي، والشباب الأردنيون سيستفيدون من الجامعة.
ويمكن ان تكون موجهة نحو بقية الدول العربية، مثل دول الخليج، ويمكن ايضا ان تصبح جامعة عربية صينية، في الأردن.
كما سيتم خلال زيارة جلالة الملك للصين توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حول المشاريع الاقتصادية، من بينها الاستثمار من قبل شركات طاقة، في مشاريع الطاقة المتجددة، وايضا مذكرة تفاهم بين شركة صينية ووزارة النقل لمشروع السكة الحديد، وعقد تمويلي لمشروع توليد الكهرباء من الصخر الزيتي، الذي اصبح تعاونا ثلاثيا، يجمع ثلاث شركات، صينية وماليزية واستونية.
كان هذا المشروع في البداية بين الشركة الاستونية والحكومة الأردنية، والان تنازلت الشركة الاستونية، عن 45 % من حصص المشروع لشركة صينية، وبمقدار 990 مليون دولار. هذا ربما سيكون ممولا من قبل ثلاثة بنوك صينية، بصورة مشتركة. هذا الاستثمار سيكون حتى الآن اكبر استثمار صيني في الأردن.
* هل سيكون هناك بحث لتعاون عسكري بين البلدين خلال الزيارة الملكية للصين؟
- التعاون العسكري قائم منذ سنوات، فالعلاقات بين الجيشين، الصيني والأردني، طيبة جدا. في شهر ايار (مايو) الماضي اجتمعت لجنة مشتركة للشؤون الدفاعية بين البلدين، وهناك وفود عسكرية تتبادل الزيارات بين البلدين كل عام، لهذا فان بحث التعاون العسكري يحصل على مدار السنة، وليس بالضرورة في هذه الزيارة.
* بمناسبة الحديث عن التعاون العسكري، كانت هناك تقارير، تفيد بأن الأردن يجري مفاوضات لشراء طائرات بدون طيار "البريدتور" من الصين، بسبب اعتراض الادارة الأميركية، على بيع مثل هذه الطائرات "المسلحة" للأردن؟
- أنا ايضا قرأت مثلك هذه التقارير، في الصحف، ومنها "الغد". ليس لديّ معلومات دقيقة حول هذا الأمر، ولكني اؤكد وجود تواصل بين الجانبين (الأردن والصين)، حول هذا الأمر، ولكن ليس لدي معلومة عن نتيجة هذا التواصل.
لكن عموما، بالنسبة للصين، فإن كانت هناك رغبة وطلب أردني، فليس هناك اي اعتراض، من الجانب الصيني، لسبب سياسي، فعلاقتنا مع الأردن علاقة ودية جدا. اذا كان بامكاننا ان نلبي طلب الأردن، فسنقوم بذلك.
* بخصوص هذه الطائرات تحديدا؟
- هذا يعتمد على نتائج المفاوضات حول النوعية والأسعار. هذه ليست منحا، بل تجارة عسكرية عادية جدا بين البلدين.
* في هذا المجال ايضا، وفي ظل وجود تهديدات تحيط بالأردن، خاصة مع الوضع المتأزم في العراق وسورية، هل تفكر الصين بتقديم أية مساعدات عسكرية للأردن؟
- المساعدات العسكرية للأردن موجودة كل عام.
* ألم تزدد هذه المساعدات بعيد التهديدات الناتجة عن وجود "داعش"؟
- التعاون العسكري والأمني جزء من التعاون بين البلدين، والجانبان يهتمان بتطوير هذا التعاون.
* من المؤكد أنه سيتم بحث ملفات سياسية، خلال زيارة الملك لبلادكم، ماذا تتوقع ان تكون هذه الملفات؟
- الأردن يعيش في بؤرة الأزمات في المنطقة. طبعا سيتبادل الجانبان الآراء ووجهات النظر، حول آخر المستجدات في الأزمة السورية، والقضية العراقية، وايضا تداعيات الاتفاق النووي مع ايران. والأردن بما انه يعيش في قلب هذه الأزمات، فيهمنا ان نسمع من الملك وجهات نظره، وتوقعاته حول هذه الأزمات والأمور، وكيفية التعاون بين الصين والأردن، في إيجاد حلول سلمية لهذه المشاكل.
* هل هناك اي تغير بالموقف الصيني تجاه الأزمة السورية، خاصة بعد ما تردد عن مبادرات جديدة، من قبل عدد من الدول، بما فيها روسيا، لحل الازمة؟
- الموقف الصيني، مثل الموقف الأردني، لم يتغير منذ بداية هذه الازمة، وهو الدعوة لحل سياسي للأزمة السورية، والى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، وترك الشعب السوري يقرر مصيره ومصير بلده.
وما نزال نتمسك بهذا الموقف. وأعتقد ان هذا الموقف متطابق مع الموقف الأردني، الذي اكد عليه الملك في الفترة الأخيرة عدة مرات، وتشديده على أهمية ايجاد حل سياسي للأزمة السورية.
* علاقات الصين جيدة مع النظام السوري، الذي يتهم الأردن، وقدم شكوى رسمية ضد الأردن، في مجلس الأمن، يتهم المملكة بالسماح بتدفق المقاتلين الأجانب والأسلحة الى سورية. ما تعليقك على هذا، بما انك قلت ان الموقف الأردني والصيني متطابقان؟
- العلاقة بين الصين وسورية هي علاقة طبيعية وعادية بين دولة ودولة. بالنسبة لاتهامات سورية ضد الأردن، انا ايضا قرأتها في صحيفة "الغد"، ولكني لاحظت ايضا، نفي ورفض مسؤولين اردنيين لهذه الاتهامات. ومن خلال متابعتي للمواقف الرسمية في الأردن، فالأردن ليس بمثل بعض الدول الاقليمية، التي تتورط بصورة عميقة، في دعم هذا الفصيل او ذلك.
انما كل ما يقوم به الأردن، هو انه حريص على تأمين حدوده. وزير الاعلام المتحدث باسم الحكومة الأردنية، اكد اكثر من مرة ان الأردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، ويدعو الى حل سياسي للأزمة.
وأعتقد ايضا، انه ليس من مصلحة الأردن ان يعمل كما تعمل بعض الأطراف الاقليمية، لأن سلام واستقرار سورية، وسرعة ايجاد حل سياسي للأزمة، انما يصب في قلب المصلحة الأردنية، والأردن يعرف هذا، وقد عانى كثيرا، وما يزال يعاني من هذه الأزمة، لهذا لا يوجد من هو أكثر حرصا من الأردن على حل الأزمة السورية وإنهائها بسرعة.
* هل يوجد أي دور للصين حاليا في أي مبادرة جديدة روسية إيرانية؟
- انا اتابع هذه الأخبار. وكان المبعوث الأممي للأزمة السورية ديمستورا، بعد زيارته لموسكو مؤخرا، قام بزيارة الصين، وناقش مع الجانب الصيني افكاره لايجاد حل سياسي للازمة السورية، والصين عبرت عن تأييدها لجهود ديمستورا. كما تبين موقفنا من خلال تبني مجلس الأمن مؤخرا لمقترحات ديمستورا، هذا يوضح موقف الصين في دعم أي جهد يساهم بايجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية.
*هناك اتهام للموقف الصيني بأنه يتبع الموقف الروسي دائما، بخصوص سورية، بماذا ترد على هذا؟
- الموقف الصيني بخصوص الأزمة السورية متشابه مع موقف روسيا. رأيي الشخصي ان كلا من روسيا والصين تتمسكان بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، لأننا نعتقد ان هذا المبدأ، هو من اهم المبادئ في العلاقات الدولية، وهو مبدأ مهم، خاصة للدول النامية والصغيرة، لحماية نفسها من تدخلات الدول الكبيرة، لأن التدخل دائما يأتي من دولة كبيرة في دولة صغيرة. حتى لو ارادت الدول الصغيرة التدخل في شؤون الدول الكبيرة فانها لا تستطيع.
لذلك، فان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية يأتي لحماية الدول النامية، ويعتبر من اهم ركائز العلاقات الدولية، وروسيا ايضا تتمسك بهذا المبدأ، انما هناك بعض القوى العالمية، وعندما لا تتعلق الأمور بمصالحها الذاتية، فهي لا تريد هذا المبدأ، وتتدخل كيفما تشاء، بدون قرارات من مجلس الأمن.
ما حصل في منطقة الشرق الأوسط يدل على سلبيات هذا التصرف، اي التدخل بالشؤون الداخلية، بدون اي مبررات من الشرعية الدولية، ومنطقة الشرق الأوسط، بما فيها الأردن، ما تزال تعاني من تداعيات هذا التدخل.
* بالانتقال الى الجانب الاقتصادي في العلاقات الصينية الأردنية، هل ازداد التبادل التجاري بين الدولتين؟
- نعم، ويزداد كل عام، وقد وصل العام الماضي الى 3.6 مليار دولار أميركي. طبعا الصادرات الصينية الى الأردن، زادت السنة الماضية، بنسبة صغيرة، ولكن الصادرات الأردنية الى الصين ازدادت 200 %، لذا انا واثق ان زيارة الملك للصين ستعطي دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وسيكون هناك مزيد من الشركات الصينية، التي ستأتي للأردن للاستثمار، وفي شهر آب (أغسطس) الماضي، كان هناك وفد رجال اعمال من مدينة تشينجن، في مدينة العقبة للتباحث مع مفوضية العقبة، حول فكرة اقامة مدينة صناعية صينية، وهي مبادرة من رجال الأعمال هؤلاء، اي من القطاع الخاص.
لذا زيارة الملك ستلعب دورا كبيرا جدا في دفع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الى الأمام. واكيد ان السنوات القادمة ستشهد قفزة في هذا المجال، لهذا اعتقد ان التبادل التجاري بين البلدين سيستمر في الزيادة على مدى السنوات القادمة.
* ما هي اهم الصادرات الأردنية للصين؟
- البوتاس، الفوسفات. نحن ايضا حريصون على تقليص العجز التجاري لصالح الصين، لأن الصين تصدر بقيمة حوالي 3.3 مليار دولار، والباقي يصدره الأردن، وهو 300 مليون دولار فقط.
ولكن واقع الحال، وبحكم حجم الاقتصادين الصيني والأردني، والفرق بينهما كبير جدا، فان من شبه المستحيل تحقيق توازن في التجارة البينية بين البلدين، تماما كما هو صعب تحقيق توازن بين عدد سكان الصين وعدد سكان الأردن.
الرقم الاجمالي من المؤكد سيزداد، لأنه ستكون هناك زيادة في الاستثمارات الصينية في الأردن.
* كم تقدرون عدد افراد الجالية الأردنية في الصين، مع ازدياد التجارة بين البلدين؟
- ليس لدي رقم احصائي محدد، هناك حوالي 900 طالب اردني يدرسون بالجامعات الصينية، وايضا هناك بعض التجار الأردنيين مقيمون بالصين بشكل دائم.
وهناك شاب اردني افتتح مطعما في مدينة ايوو، ونجح في اعماله، لدرجة ان الرئيس الصيني ذكر هذا الشاب اثناء كلمته في اجتماع وزراء الخارجية لمنتدى التعاون الصيني العربي، وقد اصبح هذا الشاب شخصية مشهورة ومحبوبة في مدينة ايوو، وهي مدينة تجارية مشهورة في الصين، فيها سلع صغيرة متنوعة، وفيها الاف التجار العرب، حيث قامت البلدية هناك باقامة مسجد خاص لأن الكثير من العرب يقطنونها.
* بالنسبة لمشروع إعادة إحياء طريق الحرير، الذي تفكرون به، ما آخر التطورات بشأنه؟
- طرح الرئيس الصيني العام الماضي مبادرة، لانشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، ونسميه باختصار "حزام وطريق"، احدهما بري والآخر بحري.
وبادرت الصين ايضا لانشاء بنك آسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والذي يعد الأردن عضوا مؤسسا فيه ايضا، وسيلعب هذا البنك دورا كبيرا ومهما لدعم مشاريع البنية الأساسية بالنسبة للحزام والطريق.
والأردن يقع في نقطة، تشكل حلقة وصل بين الصين وهذه المنطقة، وايضا مع شمال افريقيا ومع اوروبا، لذا يمكن ان يلعب الأردن دور رأس الجسر في التنفيذ الصيني لاستراتيجية الحزام والطريق، واعتقد ان الأردن سيستفيد ايضا من هذه الاستراتيجية. وتستهدف هذه الاستراتيجية، تحقيق تنمية مشتركة للدول الواقعة على الخط، من خلال تطوير مشاريع البنية الأساسية، فهذه البلدان تستفيد من هذا الاستثمار والدعم للبنية الأساسية، وعندما تشهد اقتصادات هذه الدول نموا كبيرا، فان الصين ستسفيد من هذا النمو، لأن العالم اصبح قرية صغيرة.
اقتصاد الصين ليس منغلقا على نفسه، إنما مرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد العالمي، وبالنسبة لمجموعة الدول النامية، فاننا نريد لها فرصة لتحقيق التنمية لاقتصاداتها، فتنمية هذه البلدان هي تنمية للصين، هذا هو اساس هذه الفكرة.
* بالنسبة للتحديات التي واجهها الأردن جراء الأزمة السورية، واستضافته أعدادا هائلة من اللاجئين، هل تساعدون المملكة بهذا المجال؟
- الصين تتفهم جدا الظروف الصعبة التي يعيشها الأردن، جراء الأزمة السورية، وقد تحمّل الأردن مسؤولية استيعاب لاجئين سوريين، بأكثر من مليون نسمة، نيابة عن المجتمع الدولي، هذه ليست مسؤولية الأردن فقط، انما مسؤولية العالم، لهذا يجب على المجتمع الدولي ان يقدم كل الدعم للمملكة.
الصين، منذ بداية هذه الأزمة، ظلت تقدم مساعدت للحكومة الأردنية، لحل مشكلة اللاجئين السوريين، وقد قدمنا حتى الآن ثلاث دفعات، تم استخدامها في انشاء مخيمات، وايضا اصلاح شبكات المياه في بعض المدن، وما نزال ندرس تقديم مزيد من الدعم والمنح للأردن، لمساعدته في تحمل هذا العبء الكبير.