بطاطا من ذهب

ستشهد محطات توزيع المحروقات اليوم حركة نشطة جراء انخفاض أسعار المشتقات النفطية الى مستوى يذكر بأيام زمان، وسيعمد الناس الى شراء كميات أكبر من المعتاد بما يحتم زيادة كميات التوريد، والامر برمته لن ينعكس كخسائر على أي طرف وانما أرباحا أكثر بسبب ارتفاع حجم البيع المقرون أساسا بسعر الشراء الذي عكس تخفيضا مميزا هذه المرة.
وفي المجمل ينبغي ان يكون المواطن هو المستفيد الاكبر، غير انه لا يحقق ذلك؛ كون التخفيض لا ينعكس على أسعار السلع التي ارتفعت سابقا بسبب ارتفاع النفط وتبقى على حالها رغم التوفير بالكلف، لتظل الفائدة الوحيدة للناس من مجرد استخداماتهم الخاصة للمحروقات، والاصل ان تفرض وزارة الصناعة على المنتجين أسعارا جديدة وليس سقوفا وتركهم متحكمين بها.
وبالذهاب الى السوق المركزي يتبين ان البندورة تحقق الآن انخفاضا بالسعر لأسباب تخص كميات الانتاج التي تفرض عرضا أوسع، وايضا بسبب أجواء التخزين في الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة، ويتكشف من الأمر ان كل أنواع الفواكه والخضار سهلة التخزين تستمر أسعارها بالارتفاع كحال البطاطا التي هي أمس ب85 قرشا والبصل بنصف دينار، ويتكشف ايضا ان سهل التخزين عندما يصل بداية درجات الذبلان والتخميج فإنه سرعان ما يورد للسوق كعروض بسعر في واقعه يحقق ارباحا للمخزنين، ولكن المواطن لحاجته وحرمانه يجده مناسبا بالمقارنة مع ما قبل.
ومع قرب حلول عيد الاضحى المبارك تضاعفت اسعار اللحوم في تركيا أمس ووصل سعر الكيلوغرام الواحد منها الى اكثر من عشرين دولارا، ومثلها أسعار الاضاحي، وقد عمدت السلطات هناك الى التدخل لضبط السوق بما يحقق عدالة للاطراف كافة. والمصيبة انه كلما تدخلت وزارة الصناعة هنا وحددت سقفا للاسعار لأي سلعة انما يكون أعلى من المفروض على السوق اصلا، وهذا ما تم مع تحديد اسعار الدجاج الذي كان أقل من دينارين وهو الآن قريب من الثلاثة.
(السبيل 2015-09-01)