أوباما والاتفاق مع إيران

الرئيس الأميركي باراك أوباما يتمتع عند الأردنيين ، وربما عند العرب أيضاً بصورة أفضل من صورة أميركا نفسها. الصورة السلبية لأميركا تعود لانحيازها المطلق لإسرائيل وعدوانها على العراق ، أما الصورة الإيجابية لأوباما فتعود لافتراض حسن نواياه والتوتر في العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
هذا التفاوت في موقف الرأي العام العربي يقوم على فرضية أن البيت الأبيض ليس مركز القرار الأميركي بل أحد مراكز القرار ، فهناك الكونجرس ، والإعلام ، ومراكز الدراسات ، واللوبي اليهودي.
استطلاع الرأي الأردني
الاستطلاع الذي قام به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول الموقف من الاتفاق بين إيران والدول الكبرى لم ُيسفر عن نتيجة محددة.
إذا استبعدنا المجموعة التي لم تسمع بالاتفاقية أو لا تعرف عنها شيئاً. فإن الرأي العام الأردني منقسم بالتساوي تقريباً بين من يؤيدون الاتفاق ، وأولئك الذين يرون أن له انعكاسات سلبية على الأردن.
النتيجة التي يخرج بها قارئ الاستطلاع غياب رأي عام متبلور بين الأردنيين تجاه الاتفاق ، فهناك آراء متناقضة حول ما إذا كانت الاتفاقية ستؤدي إلى تقليل او زيادة تهديد إيران للدول العربية. وخلاف حول الجهات المستفيدة من الاتفاقية فهل هي إيران أم أميركا أم إسرائيل أم الدول الخليجية.
لم تقم في الإعلام الأردني حملة سلبية أو إيجابية تجاه الاتفاق والرأي العام الأردني منفتح على جميع الاحتمالات.
انجازات أوباما
بقي من عهد الرئيس الاميركي باراك أوباما 16 شهراً ، ومع ذلك فإن المعلقين بدأوا يبحثون في الإنجازات التي تميز بها ويمكن أن ترتبط باسمه وتصبح جزءاً بارزاً من تاريخه.
في هذا المجال يمكن الإشارة إلى الاتفاقية الذرية مع إيران ، وتطبيع العلاقات مع كوبا باعتبار أنها إنجازات لا يسهل على رئيس أميركي آخر أن ينجزها بسبب الظروف المحلية الضاغطة.
الإنجاز الرئيسي الذي حققه أوباما لا يتعلق بما قام به من أعمال بل بما لم يقم به مما كان غيره سيقوم به وهو توريط أميركا في حرب أخرى.
أوباما انسحب من العراق وفي طريقه لاستكمال الانسحاب من أفغانستان ، وقاوم إغراءات التدخل العسكري في سوريا واكرانيا وغيرها من المناطق الساخنة حول العالم.
(الرأي 2015-09-03)