البرعم الذابل
كم هو مؤلم منظر طفل صغير غريق تتقاذفه الأمواج بعد ان حط به القدر إلى عالم مجهول في زمن الذل والهوان، وزمن الفشل والأنكسار، كم أنت قاس ايها البحر حينما التقمت هذه البراعم الغضة الطرية بشهوة وتجبر، وكم سلبت حياة من هم اكبر منهم سنا في عباب بحرك المتلاطم ،آه من زمن لا يرحم ومن قائد حرق الأخضر واليابس من اجل كرسي ، ومن أجل التباهي بأنه الزعيم الأوحد.
لقد صعقنا وصعق العالم بهذا المنظر لطفل لا يلوي على شئ والموج يعبث بجثته يمنة ويسرة ، و جل العالم لا يخجل لمنظر هؤلاء الأبرياء الغرقى ، ولا يحرك ساكنا عن ساكن.
حياة المرء في أوطننا اصبحت لا تساوي شيئا، وان الأنسان لا قيمة له ، فإذا كان البني أدم في وطنه يعيش حياة الذل والهوان ، فهل سيكون غير وطنك يا مرتحلا عبر المجهول؟ هل سراب الرحيل سيحتضنك بود وآمان؟؟
رحلت جموع ويممت صوب النجاة بأجسادها تاركة الوطن وأهله على أمل باللقاء، ولكن الأمل تبخر وضاعت الأحلام ، ورحلت الأفراح وحلت في ديار الوطن ألأحزان ، وأنت يا من تدعي حب الوطن والأهل ، ألا يوجد بقلبك رحمة ؟ هل جرف سيل الدم في بلدك من قلبك كل شفقه؟حتى بت تفرح لمناظر القتل والموت والدمار؟وصرت دراكوالا العصر البائس؟
كم أنا حزين وكم أنا متألم لما نسمع ونشاهد ونرى ن في جارتنا سوريا، الجارة الطيبة التي كانت تفيض خيرا وعطاءا ونماءأ ، فيا رب يا رحيم يا من تملك القدرة التي لا يقوى عليها غيرك فرج الكرب عن أهلها الابرياء، وارحم من مات شهيدا غريقا بريئا طاهر غضا كبرعم متفتح ولكن يد الموت جعلته ذابلا بعيدا غريقا .