أحمد اللوزي .. العميد

تم نشره الثلاثاء 27 نيسان / أبريل 2010 01:44 مساءً
أحمد اللوزي .. العميد

المدينة نيوز – خاص – كتب محرر الشؤون المحلية - رغم تعدّد الألقاب التي استحقها الرئيس أحمد اللوزي في مسيرة حياته المهنية والسياسية التي بدأت مع مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، إلا أن لقب " ابو ناصر " يظلّ الأقرب إلى نفس هذا السياسي العتيق، كما يؤكد مقربون منه، خاصة وهو يرى ابنه البكر ناصر يشغل مناصب سياسية رفيعة في البلاد، آخرها رئاسة الديوان الملكي .
ألقاب كثيرة أطلقتها وسائل الإعلام والصالونات السياسية على أبي ناصر، منها عميد الرؤساء، باعتباره اقدم رؤساء الوزارات الذين ما زالوا على قيد الحياة، وخازن أسرار الوطن والذاكرة السياسية وغيرها، لكن هذا السياسي المخضرم ظل قادرا ًعلى تقديم نفسه في كل الأوقات، بهدوئه وابتسامته الواثقة .
في جبيهة عمان ولد أحمد عبد الكريم اللوزي عام 1925، ليكمل دراسته الثانوية في مدرسة السلط قبل أن يلتحق بدار المعلمين العالية في بغداد، ويحصل منها عام 1950على ليسانس الآداب، ويتعرّف في تلك السنوات إلى عدد كبير من الشباب العراقيين والعرب الناشطين سياسيا ًوحزبيا ًوثقافيا ً.
أكثر من ثلاث سنوات، بدأت في العام 1950، قضاها أحمد اللوزي معلما ًفي مدرسة السلط الثانوية وفي كلية الحسين، وتشير الوثائق البعثية أن أبا ناصر كان عضواً في قيادة شعبة عمان لحزب البعث العربي الاشتراكي في مطلع الخمسينات، قبل أن ينتقل للعمل في الديوان الملكي مساعداً لرئيس التشريفات ثم رئيسا ًلها .
أول المناصب السياسية التي شغلها الرئيس أحمد اللوزي كانت عضويته في البرلمان السادس والذي وصل إليه مرشحا ًعن عمان، لكن عدم التناغم السياسي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية أدى إلى حلّ ذلك البرلمان قبل انتهاء ولايته، ليتمّ انتخاب أبي ناصر مرّة أخرى في البرلمان السابع الذي تلاه، لكن حجب الثقة عن حكومة الرئيس سمير الرفاعي في آذار 1963، أدى إلى حلّ البرلمان ثانية، بعد أربعة شهور على انتخابه .
عمل الرئيس اللوزي لعدة شهور رئيسا ًللمراسم في وزارة الخارجية، قبل أن يسند إليه الرئيس بهجت التلهوني أول منصب وزاري في حكومته الثالثة عام 1964 وهو وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، ليحتلّ مقعده بعد ذلك لمدة عامين في مجلس الأعيان .
قبل وأثناء وبعد عدوان حزيران 1967 شغل الرئيس أحمد اللوزي حقيبة الداخلية للشؤون البلدية والقروية في حكومتي الرئيس سعد جمعة الأولى والثانية، وتعرّف بحكم موقعه على حجم الخسارة التي تعرض لها الوطن باحتلال نصفه : الضفة الغربية، وما تطلّبه ذلك من مضاعفة الإشراف على بلديات الوطن المحتلّ وقراه، وفي خريف 1970 أسند له الرئيس وصفي التل حقيبة المالية في حكومته الخامسة والأخيرة، ليتمّ تكليفه بتشكيل الوزارة للمرّة الأولى بعد اغتيال الرئيس وصفي التل في 28/11/1971، وفي حالة من الوفاء لسيرة رئيسه الراحل أبقى الرئيس اللوزي على نفس التشكيلة التي كان اختارها الرئيس التل، ليعاود في آب 1972 تشكيل الوزارة للمرّة الثانية .
وعندما تمّ تشكيل المجلس الوطني الاستشاري عام 1978 بعد غياب البرلمان، اختير أحمد اللوزي عضوا ًورئيسا ًلهذا المجلس أكثر من مرّة، في وقت كان يشغل فيه منصبه رئيسا ًللديوان الملكي، وبعد ذلك اختير عضوا ًفي مجلس الأعيان ثم رئيسا ًله حتى عام 1997.
رئاسات عديدة شغلها الرئيس أحمد اللوزي، فهو رئيس للحكومة ورئيس للديوان الملكي ورئيس للمجلس الوطني الاستشاري ورئيس لمجلس الأعيان، ومن الطبيعي أن يمتلك هذا السياسي المخضرم أسرارا ًلا حصر لها تدخل في صميم العملية السياسية للأردن في النصف الثاني من القرن الماضي، خاصة في مرحلة قيادة الملك الراحل الحسين للبلاد، والتطورات المتسارعة التي عصفت بالأردن والمنطقة في تلك السنوات، إلى درجة أن عدداً كبيراً من رجال السياسة يقصدون بيت أبي ناصر للتزود من خبرته والتعرّف إلى بعض جوانب تجربته الممتدّة على مدى ستة عقود في ميدان العمل العام ومشهده السياسي المتقدم .
شجرة اللوز التي أمسك بها الرئيس أبو ناصر صارت شجرة دائمة الخضرة، بسبب حالة الثقة والاطمئنان التي يشيعها في محيطه، وهو يحرص دائما ًعلى المشاركة في أفراح الناس وأتراحهم.
اختير عضواً في مجلس امناء الجامعة الأردنية ورئيساً للمجلس، ويحمل عدداً كبيراً من الأوسمة الأردنية والعربية من بينها أوسمة الكوكب والاستقلال والنهضة، وتميّزت فترة قيادته للحكومة بالهدوء رغم أنها جاءت في أعقاب مرحلة ساخنة ألقت بظلالها على خارطة الأردن والمنطقة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات