الصوت الواحد حقق أهدافه

قيل في هجاء الصوت الواحد أكثر مما قال مالك في الخمر ، فهو السبب في كل سلبيات الحياة السياسية في الاردن ، وهو الذي أنتج برلمانات ضعيفة لا تمثل الشعب ، وهو الذي فتت المجتمع الأردني وحوّله إلى عشائر وقبائل متناحرة.
والحقيقة أن نظام الصوت الواحـد لا يخرج من دائرة الديمقراطية ، وهو مطبق في أعرق ديمقراطيات العالم مثل بريطانيا وأميركا ، كل ماهنالك أنه يطبق عندنا في دوائر ذات مقاعد متعددة ، وهذه ميزة تحسب له في مواجهة الدائرة المكونة من مقعد واحد التي في حالتنا ستفرز زعامات محلية.
النتائج العملية للانتخابات التي جرت بموجب نظام الصوت الواحد أعطت تمثيلاً حقيقياً لقوى المجتمع الأردني. والعيوب التي لا ينكرها أحد ، والتي ظهرت في المجالس النيابية ، هي عيوب اجتماعية سوف تظهر وتعبر عن نفسها تحت أي نظام انتخابي آخر.
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين شاركت في واحدة من الانتخابات التي جرت بموجب نظام الصوت الواحد فحصلت على نسبة من مقاعد المجلس تساوي بالضبط نسبة الأصوات التي حصلت عليها ، مما يدل على أن نظام الصوت الواحد ، الذي قصد به الحيلولة دون سيطرة الإخوان على المجلس ، قد أعطاهم حقهم كاملاً ، ولكنه منعهم من الحصول على أكثر من حقهم بسبب قدرتهم على تقديم قائمة يحمل بعض أعضائها البعض الآخر.
نظام الصوت الواحد ، الذي ُعمل به لمدة عشرين عاماً ، حقق الهدف منه وهو حرمان الإخوان من الحصول على أغلبية في المجلس مما كان سيكرر في الأردن تجربتهم الفاشلة في مصر ، ويقوم همام سعيد في الأردن بمثل الدور الذي قام به محمد مرسي في مصر!.
أما وقد انحسر الآن (خطر) الإخوان الذين أصبحوا يلعقون جراحهم بعد أن كانوا قد أعلنوا استعدادهم لاستلام الحكم ، فقد جاء الوقت لدفن الصوت الواحد حيث أصبح وجود الإخوان في البرلمان مطلباً ، تمامأً مثل وجود الشيوعيين الذي يخدم كديكور لتحسين الصورة.
الوصول إلى البرلمان لا يتوقف على صيغة دون أخرى في قانون الانتخابات ، بل يتوقف على الدعم العشائري والمال السياسي ، وسيكون أغلبية نواب البرلمان المقبل من نواب البرلمان الحالي.
(الرأي 2015-09-06)