رسالة ماجستير تعرض للخيارات السياسية للازمة في سورية

المدينة نيوز - : دعت رسالة ماجستير حول "دور التنظيمات الاسلامية تجاه الأزمة في سورية" الى توحيد الجبهة الداخلية الاردنية واعتماد استراتيجية واضحة للتعامل مع الصراع في سورية في مواجهة التداعيات السلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والامني بعد ان اصبح الصراع في سورية صراعا بين قوى دولية واقليمية.
واكدت الرسالة المقدمة من الملازم اول رأفت فيصل الشديفات من مديرية الأمن العام اهمية ارتقاء المعارضة السورية لمستوى المسؤولية في انتاج مشروع وطني قابل للحياة ، وتأسيس مكون عسكري جامع لا يخضع للاملاءات الخارجية ينقذ سورية من التفتت ويعيد بناء الدولة والمجتمع على اسس اكثر عدالة وانسانية ، لافتة الى ان انقسام المعارضة سبب رئيسي في استمرارية الصراع .
وبينت ان الصراع في سوريا اصبح معقدا للغاية كما انه لم يعد محصورا ضمن الاراضي السورية وازدادت الازمة سوءا ، وان تحقيق انتصارا عسكريا حاسما يبدو صعب المنال بالنسبة لكافة الاطراف ، ليبدو الحل السياسي الطريقة المعقولة الوحيدة لانهاء الصراع الداخلي بين المعارضة والحكومة ، مستدركا بان انتشار المجموعات المسلحة وظهور جبهات اضافية في الصراع يشير الى ان اي اتفاق سياسي مستقبلي بين الحكومات الحاضرة واي معارضة لن ينهي الصراع تماما ،ومشددا على اهمية الاصرار على حل سياسي للصراع يكون مقبولا لاوسع شريحة ممكنة من المعارضة ، وان يؤمن المجتمع الدولي قدرات الدول المجاورة لسورية لادارة اثار الصراع الحالية والمستقبلية ولتقييد احتمال سعي الجماعات الجهادية الموجودة داخل سورية الى توسيع عملياتها لتشمل نطاقا يتخطى حدود سورية .
وعرضت الرسالة للخيارات السياسية امام الدول الاقليمية والدولية والتي من شأنها استعادة بعض التأثير على المسار المستقبلي للتطورات في سوريا واهمها : اعادة هيكلة المعارضة السورية ودعمها عسكريا للوصول الى طاولة مفاوضات اكثر مواتاة ،وضم لاعبين اسلاميين مستعدين للمشاركة في معارضة اوسع بعد اعادة هيكلتها ،والتعاون مع الدول الخليجية لتنسيق آليات مواجهة موارد تمويل المتطرفين ،والتعاون مع الدول المجاورة بهدف تقوية السيطرة على الحدود لمنع تدفق المقاتيلن الاجانب ،اضافة الى ممارسة الضغط لضمان تنفيذ اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية من خلال التهديد باستخدام القوة ،وتقييم امكانية استخدام عمليات حركية لمكافحة الارهاب في سورية او حولها ، وتوسيع امداد المعلومات لاستخبارات الموارد المتاحة او المفتوحة من اجل جمع المعلومات وتحليلها داخل المجتمع الاستخباراتي .
واشارت الى عوامل الفرقة التي تطغى على دعوات معظم الفصائل للوحدة والتنسيق باعتبارها العامل الحاسم في كسب المعركة ، حيث تتقدم الخلافات الايدولوجية والصراع على النفوذ والموارد وغيرها من اعتبارات ، مستعرضا اثر الازمة السورية في بروز التيارات الدينية الاسلامية السورية وغير السورية كعامل مؤثر في تطورات الاحداث الميدانية ، والدور الذي لعبته التنظيمات الاسلامية الاقليمية والدولية كالقاعدة والنصرة وداعش في محاولة نقل الصراع السوري الى الدول المجاورة ، ما زاد من صعوبة الوصول الى حل فاعل للازمة السورية .
واوضحت ان عدم تمكن ايا من النظام والمعارضة من تحقيق النصر العسكري ، سيبقي مساحات واسعة من الارض السورية مقسمة بانتظار حل قابل للحياة يتمثل في خلق نموذج حكم بديل .
ولفتت الى تنامي نفوذ الكتائب الاسلامية والسلفية باعتبارها من اهم التحولات السياسية في المشهد السياسي السوري ، وموضحا ان فشل الجيش الحر في توحيد كتائبة والويته ودعم وجوده كقوة صاحبة كلمة على الارض هو ما يترك المجال للاجندة الاسلامية كالنصرة وداعش وسواهما ان يتحكموا ويقدموا على انتهاكات لا حدود لها ، وهو ما يؤشر على تلاقي اجندة النظام واجندة المتطرفين مما يجعل من مهمة الجيش الحر مهمة شاقة لابعد الحدود .
وناقشت الرسالة تطور الصراع في سورية والصراع بين التيارات الدينية والعلمانية ، اضافة الى مستقبل الصراع العسكري .
(بترا)