%90 من خريجي الاتصالات لا يحصلون على وظائف
المدينة نيوز :- كشفت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية "إنتاج" مؤخرا أن 90 % من خريجي تخصصات الاتصالات وتقنية المعلومات الأردنيين كل سنة لا يحصلون على وظائف في الشركات العاملة في تكنولوجيا المعلومات، لأسباب متعدّدة منها نقص المهارات الفنية والسلوكية وعدم امتلاكه مهارة اللغة الانجليزية.
وأوضحت الجمعية أن كل سنة تشهد تخريج حوالي 6 آلاف خريج أردني من تخصصات الاتصالات وتقنية المعلومات، فيما تظهر الأرقام والمسوحات أن القطاع لا يستوعب منهم إلا
10 % (حوالي 600 خريج) من هذا العدد (ما يعني أن 90 % من الخريجين لا يحصلون على وظائف في القطاع)، للاسباب سابقة الذكر، ما يؤكد على الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأكدت "إنتاج" أهمية إيجاد حلول ومبادرات من شأنها المساهمة في تقليص هذه الفجوة في قطاع يساهم بحوالي 12 % من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال المدير التنفيذي لجمعية "إنتاج"، خالد الهدهد، إن هناك أعدادا كبيرة من الخريجين في القطاع، ولكن ما يهمنا هو نوعية الخريج والمهارات التي يتمتع بها من اجل الالتحاق بوظيفة في القطاع، مؤكدا أن مهارات خريجي القطاع اليوم لا تتواءم ومتطلبات سوق العمل والشركات. وأوضح في ردّه على أسئلة لـ"الغد" أن مسحا الكترونيا قامت بها الجمعية قبل عدة شهور، أظهر أن 62 % من شركات القطاع ترى بان الخريجين لا يمتلكون المهارات السلوكية والحياتية التي تلزم للوظيفة في القطاع، كما أظهرت أن 70 % من الشركات ترى ان الخريجين لا يمتلكون مستوى اللغة الإنجليزية المطلوب للعمل، وان 53 % من الشركات ترى بان الخريجين لا يمتلكون المهارات الفنية الكافية للعمل في القطاع. وأكد أهمية جسر الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات السوق، لتطوير القطاع، والمساهمة في تقليص نسبة البطالة في المملكة، والمساهمة في تطوير المهارات البشرية المؤهلة في المملكة.
وبناء عليه أوضح الهدهد أن الجمعية تعمل ضمن استراتيجيتها العام الحالي على برنامج لمواءمة خريجي الجامعات مع متطلبات سوق العمل (SSO) وهو أحد البرامج الرئيسية التي تعمل عليها الجمعية، لافتا إلى أن الهدف الرئيسي للبرنامج يتلخص في جسر الفجوة القائمة في المهارات ما بين خريجي الجامعات الأردنية ومتطلبات سوق العمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.وقال: "لقد قام البرنامج خلال الفترة الماضية من العام الحالي بإجراء مسح ميداني وورشات عمل ولقاءات مباشرة مع الشركات الكبرى العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والقطاعات الأخرى، بهدف تحديد الفجوة ما بين عرض خريجي الجامعات، وطلب احتياجات الشركات، حيث خلصت النتائج لهذا المسح الميداني وورش العمل إلى وجود عدم تطابق واضح ما بين العرض بخريجي تخصصات تكنولوجيا المعلومات ومتطلبات سوق العمل".
وأضاف: "تبين وجود تحديات كبيرة فيما يتعلق بكفاءات الخريجين من حيث: المهارات الفنية، المهارات الحياتية، واللغة الإنجليزية"، مؤكدا عمل الجمعية لصوغ منهجية لعملية تدريب الخريجين ومواءمة مهاراتهم مع متطلبات سوق العمل"، لافتا إلى أن الجمعية ليست بجهة متخصصة في التدريب ولكنها ستقوم بوضع معايير للعملية التدريبية ولتحديد احتياجات سوق العمل.
وأوضح أن برنامج (SSO) سيقوم بتشكيل فرق عمل تتضمن ممثلين عن شركات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعة، والبنوك، وشركات التدريب، إضافة الى الوزارات والمؤسسات الحكومية، وذلك للتعرف على متطلبات واحتياجات هذه الجهات من مهارات واجب توفرها لدى خريجي الجامعات. حيث سيتم وضع معايير التوظيف كما سيتم تقييم خريجي الجامعات الأردنية بناء على هذه المعايير كمرجعية قياس.
وقال: "ثم سيجري التعاقد مع جهات تدريبية لتقديم برامج التدريب المطلوبة للخريجين بما يتواءم مع متطلبات سوق العمل، وفي حال قام الخريج باجتياز برامج التدريب المطلوبة بنجاح فإنه سيتم منحه شهادة متخصصة". وأشار إلى أنه سيتم السعي لتوقيع مذكرات تفاهم وإطار شراكة مع شركات القطاع الخاص (قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البنوك، القطاع الصناعي) لغايات توظيف الحاصلين على هذه الشهادة المتخصصة.
وفي مجال تطوير الموارد البشرية أيضا قال الهدهد إن الجمعية تعمل على ما يسمى بـ"نادي مسؤولي الموارد البشرية في شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" والذي يجمع مسؤولي الموارد البشرية في شركات القطاع بشكل ربعي، وذلك لمناقشة أهم تطورات صناعة الموارد البشرية وتحدياتها ومجالات تطويرها.
ويعمل في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكثر من 250 شركة في مختلف خدمات ومنتجات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أن صادرات قطاع تقنية المعلومات تتوجه اليوم لأكثر من 30 وجهة حول العالم.