الروابدة: الاردن لم يكن يوما الا عروبيا لكل العرب
المدينة نيوز : - قال رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة ان الاردن لم يكن يوما الا عروبيا قوميا لكل العرب .
واضاف خلال احتفالية اعلان انطلاقة الجمعية الاردنية للتنمية السياسية في غرفة تجارة الزرقاء اليوم الثلاثاء، ان الاردن بناه طرفان: القيادة الحكيمة التي نعتز بانتسابها لاشرف الخلق ونبي الامة، والشعب الاردني المخلص الوفي, مشيرا الى ان الاردن ميدان الثورة العربية الكبرى والشعب الاردني وقودها ورجالاتها.
واضاف ان سوء الحظ لازم الاردنيين اذ لم يدرسهم احد تاريخ وطنهم بوضعه الصحيح وانما علموا الاردنيين ان وطنهم قطعة من سايكس بيكو متناسين ان سايكس بيكو قسم بلاد الشام الى اربع دول وتناسى من علمونا التاريخ ان الاردن كان مدخلا للساميين والعرب لبلاد الشام بشكل عام.
وقال ان التاريخ هو مرآة الحاضر، به نفهم ما جرى وما يجري، ومنه نستطيع تصور التغيير المأمول, وإنّ واجب الجميع، سلطات ومواطنين، دراسة التاريخ، وتحليل ما حدث ولماذا حدث، وتوضيح مراكز القوة لتجذيرها ومواطن الضعف لتجاوزها.
واضاف ان السياسي الأردني بحاجة إلى توضيح بعض العبارات حتى لا تنصرف إلى غير مقصدها، مشيرا الى انّ كلمة فلسطيني في قاموسنا تنصرف إلى المواطنين المقيمين على الأرض الفلسطينية، ولا يجوز أن تنصرف للأردني من أصل فلسطيني, وإنّ كلمة أردني تعني كل متمتع بالجنسية دون النظر إلى عرقه أو دينه أو أصله، والذي يعترف بأنه أردني.
وقال ان الحديث عن الدور الأردني في القضية الفلسطينية هو سرد للحقائق لمن يجهلها أو يتجاهلها، وليست تعبيراً عن كرم أو منّة، فالإنسان لا يمنّ على نفسه. فلسطين منّا منذ الأزل، وقضيتها قضيتنا إلى أن تتحرر وتقرر مصيرها وتقيم دولتها المستقلة وعاصمتها القدس.
واشار الى ان منبع قوة الاردنيين ووحدتهم في ضوء الظروف الاقليمية، القناعة بوجود هوية جامعة يؤمن بها الجميع ويغلبوها على الهويات الفرعية وهي سر القوة والتمتين الداخلي الذي تمكنا خلاله من مواجهة المخاطر الخارجية والتي هي بالاساس متواجدة وجاهزة للاختراق ان وجدت الثغرات التي تساعدها على ذلك.
واشار الى ان الوطن حين يصبح بهوية واحدة يكون بالضرورة اقوى وان الهويات الفرعية قد تكون مصدر اعتزاز من حيث العرق او الدين اوالثقافة ولكنها ليست مدعاة للتعصب اوالتطرف, مبينا ان المعنى الحقيقي لمفهوم الديمقراطية، انها تختلف من حيث التطبيق من دولة الى اخرى باختلاف الحاجات والثقافات والمعتقدات واننا في الاردن علينا صنع او اختيار الديمقراطية التي نريدها ورسم النموذج الانسب للسير عليه بما يحقق مصالحنا ورغباتنا ويراعي مكوناتنا الثقافية وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف المعتدل.
وقال ان الاردن صنع في التسامح مالم يصنعه العالم حين اعلن العفو والسمح عن من انحرفت مساراتهم باتجاه طرق لا تريد له خيرا، واحتواهم ووضعهم في مراكز مكنتهم من الاطلاع على كيفية اتخاذ القرار وتداعياته واتاح لهم المجال للمساهمة في عملية الاصلاح بدل ان يقصيهم كما فعلت دول كثيرة, مشيرا الى ان هذه السياسة الحكيمة والراشدة التي انتهجتها قيادة الاردن الهاشمية جعلت الاردن اكثر قوة ومنعة وصلابة وبتنا قد نرى الغاضب والناقد ولكننا لا نرى حاقدا على هذا الوطن الاغلى والأبهى.
ودعا في ختام حديثه الى تشكيل احزاب وطنية تعنى بقضايا الاردن اولا وتنطلق بعدها الى العربية والعالمية والانسانية وليس العكس, مؤكدا خطأ التهجم على العشائرية التي تعتبر ركنا من اركان الوطن المتين وجزءا من امنه واستقراره, داعيا الى اختيار الافضل ليمثل ابناء الوطن في اية انتخابات قادمة .
وثمن دور الجمعية في تنشيط الحركة السياسية في المحافظة داعيا الى ان تؤدي فكرة ايصال الافكار الحزبية للناس بهدف التطوير والارتقاء بالوطن وافكار المواطن.
وكان رئيس الجمعية الدكتور محمود عليمات ورئيس غرفة تجارة الزرقاء حسين شريم اكدا اهمية تنمية الوضع السياسي وتشجيع الاحزاب على الانخراط بشكل افضل في العملية السياسية والابتعاد عن شخصنة الاحزاب والعمل على بناء الاردن الاقوى والاقدر على التعاطي مع مختلف القضايا التي تخدم وتبني ولا تهدم.
وجرى خلال الاحتفالية نقاش موسع اجاب خلاله الدكتور الروابدة على مختلف استفسارات الحضور.