الأقصى في خطر

العيد قادم بعد حج بأدعية ان يكون مبرورا وسعيا مشكورا يردده الملايين من المسلمين ويبتهلون الى الله طلبا للرحمة والمغفرة، وهو حج متزامن هذه المرة مع شن اكبر حملة يهودية على المسجد الاقصى لانتزاعه من المسلمين ليكون هيكلا خالصا لليهود. وغير الذين في الحج هناك مئات الملايين من المسلمين في دولهم يتابعون جرائم الصهاينة اولا باول، غير ان الجميع لا يملكون سوى الدعاء على اليهود ليزلزل الله الارض من تحت اقدامهم، فمن من كل المسلمين الذي يمكنه عمل اي شيء على الارض لانقاذ الاقصى وما زال يتقاعص، او انه ليس هناك أحد يقدر اساسا، وان هذا هو الحال فما العمل، وكيف يمكن الاطمئنان على النفس والدين طالما المقدسات تنتهك جهارا ولا يتحرك ساكنا من اجلها.
كيف سيكون ممكنا تبادل التهاني في العيد وحال المسلمين فيما بينهم شقاق ونزاع حد الذبح باسم الدين، وان الاقصى تهود في لحظة، ألن تكون الكعبة الهدف الثاني لبني قريضة وهم يرونها هيكلا كما يريدون الاقصى ان يكون، ومن الذي سيمنعهم حينها والصمت ساد عن الاقصى ولم يجد منقذا لتجده الكعبة، وكيف يمكن ان يتقبل المسلمون كل ما يجري ويضعون المسؤولية على الزعماء وليس بينهم اساسا جامع للامة، وخادم الحرمين والامام وامير المؤمنين حتى خليفة الذي يستخدمه البغدادي مجرد القاب وليست اسما على مسمى كما ينبغيه الحال، وهل يعقل ان يكون الجميع على وهم ليستمروا بسلبية اكثر منهم.
الباكستان دولة اسلامية وهي نووية ولا تتدخل، وايران اسلامية بكل تفاصيلها الرسمية، وتركيا علمانية المظهر ومحكومة بالاسلام وصوتها مسموع وهي اخر دول الخلافة، وماليزيا دولة اسلامية مستقلة بسيادة الى حدود حقيقية وجدية ومثلها اندونيسيا، فلم لا يوكل الامر لهذه الدول بدل الاستمرار بمسؤولية العرب عن الدين والازهر جريح والمرجعيات غيره اهزل الان من اي وقت مضى.
(السبيل 2015-09-16)