شكرا، لمرورك العابر.!

«أكتفي بالقليل منك وهو كثير» (1) كنتُ أتأمّل «البُقْعة السحريّة» التي احتفلت بانوثتك، وانتِ تعبرين شراييني، جيئة وذهابا. كنتُ أتساءل: هل هذي الارض، ذات الأرض التي أعرفها وأراها كل يوم منذ خمسة أعوام؟ كنتُ أرقب وقع خطاكِ، وأسعى بين لهفتي وغيابك. تحت خُفّك، رأيتُ ثمّة عشب قد نما، كان عُشب جمالك.وكان ثمّة فرح استثنائيّ، يغمرني وانت مثل فرَس برّيّ،تصهلين في الفضاء الذي أعددته لك منذ سنين. وكانت أمواج شعرك المختبئة خلف أنين اشتياقي، تتحفز، تود لو تظللني «من رأسي حتى قدمي». وكان بنطالك، السماويّ، يختزن رغبتي، وينقش على ظلالك وشم انتظاري. وكلما كانت قدماك تغادران،»البُقْعة السحرية»، كنتُ أرى فيما أرى، اشتعالا للمكان، وكأن الأرض، ذات الأرض، قد استعارت مني لهفتي، وقدّت قميصي من أمام ومن خِلاف، وسارت تتبع انوثتك. (2) ومثل زلزال أصابني بتُّ أعدّ جدران روحي التي تأثرت بوقع خطاكِ هنا، نافذة تحطمت هنا جسر هوى هنا أنا كنتُ بين صحو وغيبوبة غير مصدّق ما أرى. (3) هل كنتُ وحدي شاهدا على ما قد جرى؟ ام كان شبيهي يصحو ثم ينام في غيبوبة العشق هل كنتُ أحلمُ بك في ذات اللحظة أم كنتِ وحدكِ سيّدة الصمتِ وسيدة الأرض وفاتنة الوقتِ؟
(الدستور 2015-09-19)