أطنان من وَرَق

تم نشره الثلاثاء 22nd أيلول / سبتمبر 2015 01:04 صباحاً
أطنان من وَرَق
خيري منصور

في زمن ما كانت مقالة واحدة تقيم الدنيا ولا تقعدها، حتى يتم تغيير وزارة أو قرار يرى الناس أنه جائر، حدث ذلك مراراً أو بالتحديد في فرنسا ساهمت مقالة طويلة بعنوان المَفْصلة لألبير كانو في الغاء عقوبة الاعدام، وهذا ما حدث الى حين كتبه هو الآخر مطالبا الدولة بجعل عقوبة الاعدام خارج القانون. أما سارتر فقد تسببت مقالة نشرها حول احتلال فرنسا للجزائر في خلق ردود أفعال واسعة، وطلقت عليه يومئذ ألقاب أقل ما يمكن أن توصف به أنها قبيحة وَ مُشينة، وفي مصر كانت اكثر مقالات العقاد انتشاراً تلك التي لم يكتبها، والحكاية هي ان الرجل الذي دافع عن الدستور في البرلمان و اعتقل ، ترك رئيس تحرير الصحيفة التي كان يكتب فيها العمود فارغا الا من توقيع العقاد .. وفي صباح اليوم التالي كان باعة الصحيفة في الشوارع ينادون قائلين .. اقرأ ما كتبه العقاد اليوم ..رغم أن الخير المخصص لمقالته كان مجرد بياضٍ. فما الذي تغير؟ هل هو الاحساس بجدوى الكتابة أم أن لها منافسات دفعتها الى الهامش؟ فاليوم قد لا يغير طنّ من الورق شيئا وما ان تشرق شمس اليوم التالي حتى يكون النّسيان قد شمل كل ما كُتب قبل يوم واحد. لكن لماذا نذهب بعيداً، وهناك أمور عديدة غير الكتابة فقدت جدواها وجدّيتها، لأن الثقافة ككل المجالات الأخرى تعرضت الى تضخم وبالتالي الى التَّعْويم، و أصبح الاستهلاك بمختلف أنماطه هو السّائد بمنظومه قّيمه وارتهانه للحاجة التي ما ان يُلبّيها حتى يسدل السّتار بانتظار حاجة أخرى! والمفارقة هي أن عدد من يقرأون ويكتبون في العالم العربي اضعاف عدد هؤلاء الذين كان يكتب لهم العقاد وطه حسين وسلامة موسى، هناك من يرون بأن السّبب الذي يبطل العجب حول هذه الظاهرة هو أزمة الثقة التي تفاقمت في العقود الماضية بين القارى وما يُكَتب . لأنه ما من قسم كقسم أبو قراط يلزم الكتاب بقول الحقيقة، وفي زمن تعرض فيه البنادق للايجار كما يقول باتريك سيل .. تصبح الأقلام أيضا معروضة في واجهة مُجاوِرَة!

(الدستور 2015-09-22)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات