بقاء الأسد ورحيل الشعب السوري

لست أفهم كيف تفكر واشنطن حين تقرر أن بقاء بشار الأسد في الحكم أمر مقبول، فمجرد إطلالة على المشهد السوري ستدرك أن الشعب السوري لن يقبل وان جراحه لن تحتمل الأسد من جديد.
هذا الخطاب الأميركي سيعزز من قيم التشدد في الساحة السورية فبعد كل الدمار والقتل والتشريد هل سيرضى السوري ببقاء احد أهم أسباب معاناته؟
أتفهم أن أميركا بشعة في تعاملها مع الآخر حين يتعرض لمصالحها لكن ما يجري في سوريا فاق السقوط الأخلاقي إلى منطقة ابعد.
هناك هاجس من اليوم الذي سيلي سقوط الأسد لكن هذا لا يعني القبول بالأسد ليعود جالسا على رقبة الشعب السوري منتقما أكثر منه مستبدا.
تخيلوا معي لو بقي الأسد رئيسا كم من اللاجئين السوريين سيعود لوطنه وهذا يطرح سؤال المخطط المرسوم عن حجم الديوغرافيا السورية الجديدة.
أردنيا ووفق مصالحنا الحيوية نحن يجب أن نقف إلى جانب عدم عودة الأسد للحكم أو بقاءه في المشهد ولنا في ذلك مبررات وأسباب وطنية.
من مصلحتنا في الأردن أن يعود أكثر من مليون نصف سوري إلى ديارهم بعد أن استضفناهم وتحملنا الكثير من الكلف نتيجة الاستضافة.
الأسد سيحول دون عودتهم وهنا يجب أن تتنبه دبلوماسيتنا ولا مانع أن نفرق بين النظام والأسد وان نقف إلى صف تسوية سياسية تلغي تهديد التطرف وتغري اللاجئين بالعودة.
(السبيل 2015-09-22)