تقرير: العمل والصحة بمقدمة أولويات الأردنيين
المدينة نيوز : فيما يناقش مؤتمر عالمي، يعقد حاليا في نيويورك، الأهداف الإنمائية لما بعد العام 2015، وإمكانية إضافة أهداف جديدة، أظهر مسح أصدره فريق الأمم المتحدة القطري في الأردن أن الأولوية للأردنيين تتمثل بتوفير فرص عمل أفضل، يليها تحسين التعليم، ومن ثم نزاهة الحكومة، وتوفير رعاية صحية أفضل.
وأظهر المسح، الذي شمل نحو 45 ألف أردني تم الطلب منهم ترتيب الأهداف الانمائية حسب الأولوية، اختلافا في الأولويات المحلية عن النتائج العالمية، حيث حصد الحصول على فرصة عمل والرعاية الصحية الأفضل، أعلى عدد من الأصوات، تلاه الحصول على تعليم جيد، ومن ثم المطالبة بحكومة نزيهة.
وأوضح ان الشباب يعاني من نسبة بطالة عالية في الوقت الحالي، بنسبة 30.1 % بين الفئة العمرية من 22-24 عاما، وبين الخريجات الإناث 68.4 %.
وأظهر المسح أن ما يقرب من 600 ألف شاب أردني يعمل في الخارج، وأنّ نسبة الشباب الذين يرغبون بالهجرة بشكل دائم، تصل إلى 34 %.
فيما عزا الأسباب الكامنة وراء هذه الخسارة في رأس المال البشري بالأساس إلى الجوانب الهيكلية في الاقتصاد المحلي، "حيث لا تحفز ريادة الأعمال وتحديات الاستثمار مجال الأعمال التجارية وخلق فرص العمل بالشكل الكافي".
بيد ان تقرير المسح اثنى على تقدم الأردن نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في تحقيق التعليم الأساسي العالمي، لكنه أكد ضرورة التركيز على جودة التعليم، إذ "يعتقد الكثير من الطلاب الذي تم أخذ رأيهم حول هذا الموضوع بضرورة أن يكون نظام التعليم أكثر إلهاماً ويُمكّن طلاب التعليم الإعدادي والثانوي من الوصول إلى سوق العمل بسهولة" ، بحسب الغد .
وقال إن نسبة الأشخاص الذين أنهوا المرحلة الإعدادية أو أقل من ذلك، والمنخرطين في سوق العمل، تبلغ 60 % من مجمل عدد القوى العاملة، بينما تبلغ نسبة من أنهوا المرحلة الجامعية 38.3 % فقط.
وبين المسح ان الشباب يعبرون عن مخاوفهم من الفترة الطويلة التي يقضونها بعد الانتهاء من الدراسة، ولغاية الحصول على وظيفة في الأغلب لا يوجد لها علاقة بتحصيلهم العلمي والأكاديمي.
كما ينظر إلى تدني الأجور والرواتب على أنها من العوامل التي تسببت في هجرة العديد من المؤهلين وأصحاب الكفاءة الأردنيين إلى الخارج.
واوصى المسح بالتغلب على "عدم المساواة، ومحاربة الفقر، والعوائق غير الظاهرة، مثل التعميميات النمطية الموجودة والسلوكيات الثقافية، والتي تعتبر المسببات الرئيسة لحدوث حالات عدم المساواة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي عندما يتعلق الأمر بالمرأة والأشخاص ذوي الإعاقة والمجموعات المعرضة للمخاطر".
ودعا الى "حماية رفاهية المواطنين من خلال تدابير صارمة تهدف إلى تحسين جودة النظام الصحي ووصول المواطنين له، وتعزيز النهج الشامل لتحسين الأمن الغذائي وتوفير أسلوب حياة صحي أفضل".
وبين المسح أن الأهداف الانمائية للالفية التي تضم "عدم المساواة، التغذية والأمن الغذائي، الحوكمة، النمو والتوظيف، الصراع والوهن، الصحة، التعليم، الاستدامة البيئية، المياه" بشكلها الحالي، لا تزال ذات أهمية عالمية، مستدركا أن هناك "أجندة غير مكتملة يجب على الاتفاق العالمي المقبل أن يقوم بمعالجتها".
ومع انتهاء الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، العام 2015، تضغط الأمم المتحدة باتجاه تسريع العمل لتحقيقها، يرافقه وضع إطار التنمية لما بعد العام 2015 الذي من شأنه ليس فقط البناء على نجاحات الأهداف الإنمائية للألفية، ولكن أيضا معالجة نقاط ضعفها، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات العالمية الجديدة.
وكان مؤتمر ريو 20 للتنمية المستدامة 2012، أوصى بضرورة القيام بعملية شاملة لتطوير مجموعة من أهداف التنمية المستدامة، وسيتم ربط العمليتين لتتلاقيان في أجندة واحدة للتنمية العالمية لما بعد العام 2015 ، في نهاية المطاف، مع وضع هدف القضاء على الفقر والتنمية المستدامة في صميمها.
وتيسر الأمم المتحدة هذا الحوار العالمي، داعمة الدول الأعضاء من خلال توفير المدخلات القائمة على الأدلة، والتفكير التحليلي، والإبلاغ عن الخبرات الميدانية.