شخصيات سياسية وأكاديمية ونقابية تشيد بخطاب جلالة الملك بالامم المتحدة
المدينة نيوز :- اشادت فعاليات وشخصيات سياسية واكاديمية ونقابية أردنية بخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجلسة العامة لاجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وتحذير المجتمع الدولي من أخطار آفة الارهاب والتطرف .
وبيّنوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) تأكيد جلالته على الموقف الاردني الثابت والراسخ لمدينة القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف من انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة ودعوته الى ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى ايجاد حل عادل للصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وأشاروا الى تأكيد جلالته على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه دعم الأردن لتمكينه من تجاوز تداعيات أزمة اللجوء السوري.
وزير الإعلام الأسبق سمير مطاوع قال ان جلالة الملك تطرق الى كل ما يحتاجه العالم من جهود دولية مكثفة تمثلها الامم المتحدة بحكم ما انشئت من اجله في احلال السلم والامن في العالم.
واضاف انه في الحرب العالمية الثانية كان العالم في ذلك الوقت بحاجة الى تعاضد واتفاق على خطط للقضاء على كل ما يؤدي الى الحروب والتوتر.
وبيّن ان جلالته ارتكز في خطابة الى سبع نقاط والتي فيها دعوة للعالم باسره للتوقف ملياً لتجميع الرؤى والافكار الحصيفة لمعالجة الاسباب الجذرية وايجاد الحلول اللازمة للقضاء على الارهاب ومسبباته.
واوضح مطاوع ان جلالته اشار الى ان الارهاب قد اجتاح بشكل خاص الشرق الاوسط وتوسع الاعلام الغربي في الحديث عن الارهاب دونما تطوع من احد لوصف اسبابه الجذرية وكيفية القضاء عليه.
المراقب العام لجمعية جماعة الاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات قال ان خطاب جلالة الملك كان مميزاً، حيث جاء في وقته ليدعو الى محاربة آفة الإرهاب التي باتت تهدد العالم بأسره وعلى وجه الخصوص المجتمعات الاسلامية بالذات.
واضاف ان خطاب جلالته جاء يعالج موضوع الارهاب كمرض عام وشامل يجب الوقوف ضده ومواجهته، اضف الى ذلك ان الخطاب كان بمثابة دعوة للعالم ان يقف في خندق واحد تجاه الاخطار التي تهدد عالمهم وتهدد اقطارهم.
واشار الى ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من تهديد الى اعز بقاع الارض وهي القدس حيث هناك المسجد الاقصى، وهو الامر الذي يحتم على الجميع الوقوف ضد هذا العدوان المتواصل والانتهاكات الصارخة التي تهدد امن وسلام العالم.
وبيّن ان جلالة الملك حثّ العالم على وقف هذه العنصرية والعدوان على الارض المقدسة ، موضحا انها قطعة من ارضنا باركها الله تعالى .
من جهته قال النائب الدكتور محمود الخرابشة ان جلالة الملك خاطب العالم كله مؤكدا على قيم المحبة والسلام والتسامح والاعتدال، مثلما اشار جلالته الى ان الاخطار التي تهدد امن وسلامة العالم من قبل فئة ضالة بعيدة عن قيم الاسلام والقيم الانسانية والذين يستغلون الاختلافات الدينية لزعزعة اسس التعاون والتراحم بين البشر.
واشار الخرابشة الى ان جلالته حمل المجتمع الدولي مسؤولية التصدي لهذه العصابات لوقف خطرها وعزيمتها حيث ان هؤلاء المتطرفين هم قلة قليلة ولا يمثلون الامة الاسلامية ولا المجتمع الانساني.
وبين النائب ان جلالته اشار الى ان المجتمع الدولي معني بترسيخ قيم الاحترام والتعايش بين البشر وجميع الديانات اذ ان الوصاية الدينية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية هي واجب مقدس يتحمله جلالته الذي يرفض التهديدات التي تتعرض لها الاماكن المقدسة اسلامية او مسيحية في مدينة القدس، في الوقت الذي يرفض فيه المساس بالهوية والتراث العربي والاسلامي في مدينة القدس.
وبين ان جلالته ركز على ضرورة التواصل بين جميع الدول لاجل تحديد كيفية التعايش والتفاعل بينهم جميعا، اضافة الى ضرورة العمل الجماعي للوقوف في وجه التطرف والارهاب وان على الامم المتحدة ان تتحمل مسؤولياتها بهذا الخصوص، ذلك ان التطرف ومواجهته يحتاج الى فكر وثقافة منظمة لمخاطبة القلوب والعقول لغايات توحيد صفوف المجتمع الانساني اتجاه هذا الحرب.
واضاف ان الاردن كان سباقا في هذا المجال بإحلال مبادرة رسالة عمان والاسبوع العالمي للوئام بين الاديان ، وبأن الامم المتحدة كمنظمة دولية عليها ان تقوم بدور فاعل ومحوري في هذا المجال.
واشار جلالته الى ان الجوامع التي يلتقي عليها بني البشر اكثر بكثير من عوامل الفرقة مما يوجب على المجتمع الدولي والانساني ان يجدد ويحدّث خطابه وان يكون هنالك برامج تحول الاقوال الى افعال على ان تبنى على ضرورة احترام الاخرين وان تعزز مبادئ الوسطية والاعتدال وان تكشف الزيف والخداع على حقيقته.
واشار الى ان جلالته اكد على ان المجتمع الدولي معني لإيجاد عالم يسوده التعايش ويتمتع الجميع بالسلام والازدهار من خلال تحقيق الامن والاستقرار، اذ ان خطاب جلالته عبر عن ضمير ووجدان الاردنيين والامتين العربية والاسلامية وعن جميع الشعوب المحبة للسلام بعيدا عن لغة الانغلاق.
واوضح النقابي المهندس عيادة الحسبان ان جلالته من بين الحكام المتميزين الذين يضعون يدهم على الجرح ويحاولون معالجته لا كالذين يعملون على توسعته والاستفادة من هذه التوسعة، فجلالته له البعد الديني والتاريخي اذ يتعامل بمنظور انساني باتجاه الحلول الاخلاقية والانسانية.
وقال ان جلالة الملك كعادته دائما يتطرق الى جذور المشكلة لا الى نهاياتها ، وهو بذلك يتطلع لتوجيه الرأي العام الدولي والعربي والاسلامي الى معالجة القضايا التي تهدم البنيان الاجتماعي والعقائدي والاسلامي والتي تؤدي الى التطرف بمختلف اشكاله مدفوعا من قوى اقليمية ودولية هدفها تدمير البناء العربي والاسلامي وتغيير بوصلة السلام.
وبين الحسبان ان جلالته بنظرته الثاقبة ودرايته الكاملة بالأصول والفروع في هذه الاشكاليات يخاطب العالم بلغة لا يدركها ولا يعيها الا من كان متنورا، حيث ان جلالته في خطابه قد حدد النقاط والحروف لهذه الاشكاليات خاصة ان السلاح لا يمكن بوحده انهاء المشاكل في المنطقة.
واشار الى ان هناك مشاكل قديمة مثل القضية الفلسطينية والتي يركز عليها جلالته باعتبارها الاساس في حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي عامة، مبينا تشديد جلالته على حل هذا الصراع وفقا لمنظومة العدالة الدولية ليكون للمجتمع الدولي مصداقيته وعدالته وفي استطاعته السير على الطريق الصحيح في معالجة الاشكاليات ومواجهة التحديات الكبرى التي باتت تعصف في المجتمع الانساني .
من ناحيته قال أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، إن خطاب جلالة الملك يحمل دلالات عديدة أبرزها تشديد موقف المملكة تجاه قضايا الإرهاب والتطرف التي تشهدها المنطقة، مضيفاً بأن الخطاب جاء ليؤكد بأن مخاطبة الجهل والتطرف هي أولوية من أولويات الدولة الأردنية خاصة بأن معركة الأردن هي معركة مستمرة ولا تنتهي إلا بانتهاء ثالوث (الإرهاب، والتطرف، والجهل) بوجه عام.
وأضاف بأن الخطاب يعد خطاباً إعلامياً لما يحمله من مضامين تتعلق بأهمية الدور المناط بالوسائل الإعلامية والتربوية والدينية لتحصين العقول من مختلف التيارات التكفيرية التي تشكل تهديد واضح لمستقبل العالم بأسره، مبيناً بأن جلالة الملك قد لفت إلى عمليات غسل الأدمغة عبر عمليات " الاستغلال الإلكتروني" التي تنتهجها بعض التنظيمات الإرهابية في استقطاب الشباب، الأمر الذي يؤكد ضرورة التحرك الجاد والفاعل نحو محاربة التنظيمات الإرهابية بصفة عامة.
وأشار بأن الخطاب الملكي هو رسالة للمجتمع الدولي للمساهمة في تمكين الأردن من الاستمرار والقيام بمسؤولياته الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين، لافتاً بأن الضجة التي ترتبت على لجوء بعض السوريين إلى أوروبا مؤخراً بأعداد تقدر بعشرات الألاف، أحدثت هزة في بعض الدول الأوروبية التي بدأت في وضع عراقيل مخالفة لحقوق الإنسان، فكيف يمكن للأردن ذات الموارد المحدودة تحمل هذه الأعباء لوحدها تجاه ذلك.
وحول أهمية تعظيم صوت الاعتدال في عقول الشباب التي لفت إليها الخطاب الملكي قال الطاهات، إن القراءة الملكية للمشهد الوطني الأردني نابع من خلال رؤية عميقة وثاقبة لما يمتلكه المجتمع الأردني من نضج وبلوغ في النظر إلى القضايا الحساسة التي يعيشها الوطن، مشيراً ال ان القيادة الهاشمية تعلم جيداً نوعية الخطاب العقلاني الأردني الذي يتمتع به الشعب الأردني في تجاوز مختلف المنعطفات أو القضايا الحساسة التي يعيشها الوطن بشكل عام.
وبين الطاهات بأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي ثابت من الثوابت التاريخية للدولة الأردنية وتتوارثها القيادة الهاشمية أباً عن جد، مضيفاً بأن الإشارة إليها في خطاب جلالة الملك لتأكيد ما هو مؤكد لهذه الشرعية التاريخية وأولوية من أولويات الدولة الأردنية ولا سيما ما تشهده القدس في هذه الأيام من انتهاكات واعتداءات من قبل الجانب الإسرائيلي.