الأردن يترقب

بدا واضحا من كلمة الملك عبدالله التي ألقاها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ان موقف الاردن من تطورات الازمة السورية ما زال في طور الفحص والترقب.
الاردن لم يعلن موقفه من قصة «بقاء الاسد»، ولعل في الصمت توفيقا كبيرا، فالنقاش الدولي حوله محتدم ولم يستقر الامر على رأي، وبالتالي علينا ان ننتظر.
الملك ركز على مكافحة الارهاب، فهو بخطابه كأنه اراد القول أن التحدي الاول لنا اردنيا في الملف السوري هي داعش ودونها قد يجري النقاش حولها.
داعش كانت عدوة الاردن في خطاب الملك وقد تناولها في سياقات امنية وفكرية وايدلوجية، ومن هنا كان الحديث متجنبا للسياسة منسجما مع المنظومة الاخلاقية المعنوية.
طبعا حيادية الملك في دخول سجال الازمة السورية لا يعني اننا لا نراقب ونتابع أو أننا لا نتخذ موقفا من كل التفصيلات الجاري النقاش حولها.
على العكس نحن مهتمون ويجب أن نهتم اكثر، فوجود اكثر من مليون واربعمائة الف لاجئ سوري عندنا كفيل بالترقب والرصد وفهم كل ما يجري.
ما يقلقني أن يتناسى الموقف الرسمي قصة اللاجئين وألا يضعها في حسبانه، فانصرافه نحو مكافحة الارهاب بهذا الزخم والاندفاع يشعرني بعدم الراحة.
لسنا بحاجة الى دعم مادي فقط في قضية اللاجئين، بل نحن احوج ما نكون الى صيغة تسوية سورية تضمن عودتهم وتمنع تدفق المزيد الى الاردن.
(السبيل 2015-10-01)