اليسار الأردني والجيش الروسي

كبيرة هي فرحة اليسار الاردني بقدوم الجيش الروسي الى سوريا، فالتهليل بلغ مداه وامتزج بين كونه سياسيا وايدولوجيا حتى ان احدهم شبه لافروف «بالحوارنيين» من حيث السحنة والطباع.
أممية اليسار هي جزء من بنيتهم الفكرية وميلهم نحو موسكو، كان في السابق خيارا ايدولوجيا لا حيدة عنه لكننا ظننا في الاونة الاخيرة –أي بعد 1988– انهم تخلوا عن تلك الوجهة البعيدة.
اممية اليسار لم تتعرض لاختبار جدي من ناحية قبولهم يوما بدخول جيش اجنبي يساري او شيوعي ليعمل على احتلال دولة عربية تحت عنوان كبير للايدولوجية.
في السابق كانت الولايات المتحدة الاميركية والغرب بعمومه هي الجهة الوحيدة التي كان بالإمكان ان ترسل قواتها لمنطقتنا سواء رغما عنا او بطلب من عواصم ما.
في حينه كان لليسار موقف واضح فالرفض عنوانه والتخوين طريقه وكان المقاربة ان دخول قوات غربية تحت اي عنوان هو بمثابة احتلال «صهيو اميركي».
طبعا كلنا يتذكر ان نظام الاسد الأب وافق على قدوم قوات اميركية الى العراق وشارك في قوات حفر الباطن وهنا -للامانة– انقسم اليسار حول ذلك.
ما يعنيني اليوم ان اليسار تعرض الى اختبار حقيقي فالقوات الروسية دخلت سوريا وها هم يتناقضون مع مواقفهم السابقة فيهللون بالجيش الاحمر ربما تحت عنوان من النكاية واسترداد الاممية الموهومة.
لن أعيب عليهم موقفهم، فالانسجام مع الايدولوجيا امر مهم، أما المزاودة الوطنية التي كانت فيجب ان يتم توضيحها فهل انت يا صديقي اليساري أممي ام وطني؟
(السبيل 2015-10-04)