الأردن والوجود الروسي

قطعا إن الأردن يتابع باهتمام التطورات الأخيرة الجارية في المشهد السوري؛ فروسيا دخلت الى الحرب وباتت لاعبا عسكريا هناك قد تغير من موازين القوى.
طبعا نحن لسنا مع أي تعقيد يضاف الى الأزمة السورية، ومن هنا يأتي تدخل القوات الروسية ليضيف تحديا جديدا علينا التعامل معه في قادم الأيام.
الأيام الاولى للتدخل العسكري الروسي تبدو مقلقة؛ فالقصف لم يستهدف «داعش» بالمعنى الحقيقي بل تركز على ما يريده النظام السوري، وهنا اختلط الحابل بالنابل.
هناك قوى راهن معها الأردن او قل تفاهم معها، وهذه كانت أداتنا في المحافظة على أمننا من الخطر القادم من جنوب سوريا.
وما يؤرقنا ان تستهدف هذه القوى من قبل القوات الروسية، وبالتالي سنقف أمام تحد جديد عنوانه فقدان أدوات واوراق رئيسية.
ما يرشح ان موسكو تتجاهلنا في موضوع التنسيق وأنها دعت دولا الى اجتماع موسكو وقامت باستثنائنا؛ ما يشي بعدم يقين يعتري موقف الروس من الأردن.
المعادلة تزداد تعقيدا وما يقلقنا ان ثمة معركة سواء برية استعادية لدرعا او قصف مكثف هناك سيكون له تبعات أمنية على حدودنا الشمالية.
رغم ذلك أتمنى أن يحافظ الأردن على سياستنا السابقة والقائمة على استراتيجية «دفع الشر» دون التورط في «لغوصات» بدأت تظهر أكثر على المشهد السوري.
الأردن يترقب وقد نكون مرتبكين لكننا في الحقيقة لا نملك الا خيار الدفاع عن أنفسنا، وجعل اليقظة والانتباه والتريث عناوين لسلوكنا السياسي القادم.
(السبيل 2015-10-06)