مات محمد فهل خلف بعده رجالا؟!

ترك الفلسطينييون كل شيء وطلقوا الدنيا بزخرفها ومتاعها يوم ظنوا مجرد ظن وسمعوا مجرد إشاعة أن نساءهم قد يكن عرضة للخطر والتنكيل، وقالوا يهون كل شيء حتى الأرض ولا يهون العرض، وهم ليسوا فرادى في ذلك، فما أمة ذات كرامة الا واختصت النساء والأطفال بمنزلة فوق المنازل، وامتيازات حتى في الأحوال المضطربة من الحروب والكوارث، وكأنهن فئة فوق القوانين والاضطرابات، والحماية والنصرة لهن واجبة مهما كانت الظروف!
يخيل لك وأنت من رحم العرب والمسلمين ولديك تاريخ لرجال أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لمجرد أن مُسّ ثوب امرأة ولمجرد امرأة صرخت في سجن في آخر الارض مستغيثة بالخليفة أن البراكين ستتفجر، وتقف الدنيا على قدم ويضطرب الناس وتعلن الطوارئ، لوتكرر ذات الحدث ليهوي قلبك من سابع إيمانه بأن الخير ما زال موجودا في الناس، ويتحطم على صخرة واقع الخذلان من الأمة بمجموعها، فمن رضي سابقا بما تعرضت له النساء المسلمات على اختلاف أوطانهن ويتعرضن لهن الآن وتابع حياته دون ان يكون له سهم يذكر في نصرتهن فهل سيتحرك الآن لأن نساء يقتلن بسبب حجابهن ورباطهن وتمسكهن بثغر ضيعه الرجال؟ وكأني بنبوءة اليهود تصدق وهم كاذبون: محمد مات خلف بنات، ولكنها لا تقال في موضع التقليل اوالاستهزاء فوالله لو رأى رسول الله بأس حفيدات خديجة وعائشة واسماء وام عمارة وسمية لسر خاطره كيوم أحد، وقال ما التفت يمنة ولا يسرة الا ورأيتها تقاتل دوني يقصد ام عمارة، والمرابطات الآن يقاتلن دون رجال الأمة فمن لم يحرك فيه انتهاك الاقصى والنساء والحجاب والحرمات ساكنا فهو من يوصف بميت الأحياء الذي قد تودع منه!
يعجز المرء وهو يبحث عن ما قد يستفز الدم والنخوة في رجال الأمة فقد اكتمل المشهد وبلغ السيل الزبى، الدين والارض والعرض والنفس كلها أصبحت مشاعا لاعداء الله وما تزال الشنبات والعضلات مربوطة في ساقية تحصيل اللقمة او تتمرن على أجهزة الرياضة لاستعراض وانتفاخ فارغ!
إن على النساء أن ينظرن نظرة مختلفة نحو أزواجهن، فإذا لم يتحركوا وحرمات المسلمين تنتهك فأين رجولتهم واين قوامتهم؟ فقد كانت النساء يرسلن رجالهم الى المعارك، ويقولون ان عدتم بغير انتصار فنحن حرام عليكم بل ان هندا في جاهليتها صحبت الجيش تقرع من تسول نفسه بالتراجع وتذكره:
إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق
اوتدبروا نفارق فراق غير وامق (غير محب)
وأخذت دورا أجل في اليرموك وهي تضرب بالراية كل رجل يفر من أمام العدو، بل ان امرأة التابعي رياح لما رأت تهاونا منه في أمر دينه جلست تندب حظها لا على قلة مال ومعاش بل قالت له «مضى الليل وعسكر المحسنون وانت نائم!! ما الذي غرني بك يا رياح؟!» وكأن رجال الأمة أصبح أغلبهم رياحا فارغة من كل غضبة او سوءة للعدى وعلى النساء ان يخرجن في لطم جماعي على حظهن!!!
وصدق دنقل وهو يستغرب من الرجال المتخاذلين عن نصرة المظلومات وقال لهم:
لا تصالح
كيف تنظر في عيني امرأة
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدا لوليد ينام؟
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهويكبر - بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
في اليمن جرى العرف ان تكون قمة الاستغاثة بالمجتمع دفاعا عن الحرمات هو قيام النساء بحرق غطاء رأسهن او ما يعرف بالمقارم تنبيها للغافلين من الرجال واستنهاضا لهممهم!
في فلسطين وفي الأقصى يعرف العدوان حجاب النساء دونه حياتهن فيقصدونه بداية ويستهدفونه ظانين انهم سيوجعون الأمة والرجال أشد الوجع بهذا، فماذا كان رد من بقي من الرجال او من سمع بقلب شهيد؟!
ظننا أن شهيدة الحجاب هديل ستكون رمزا وايقونة لن تتكرر، فرجال محمد لا يصبرون على مثل ما حل بها! وإذ بالاعتداء يتكرر وبنفس البشاعة فهل من رجال لبني قينقاع اليوم؟
لقد مات محمد صل الله عليه وسلم والسؤال المؤلم: هل خلف وراءه رجالا؟
(السبيل 2015-10-08)