الردح الإعلامي المصري

اعتدنا أن نستمع الى الاعلام المصري من باب مناكفاته ذات السمة «الردحية»، إما مع الداخل المصري او مع دول اخرى او شخصيات لها مكانتها. كما كان الاستماع لهم مصحوبا بابتسماتنا الساخرة وانتقاداتنا الباردة في انفعالاتها والسبب اننا لم نكن مستهدفين من ردحهم «وقلة مهنيتهم الواضحة».
أنا من ناحية المبدأ ضد الردح في الاعلام واستثمار العاطفة على حساب الموضوعية والمهنية، فهذا سلوك مقزز يجعلنا نغادر المتابعة صاغرين.
قصة النائب ومجموعته التي اعتدت على العامل المصري في احد مطاعم العقبة السياحية أدخلتنا –رغم أنوفنا– في عين الردح الاعلامي المصري.
«ما طابلناش» هذه الاساءات وعملية الردح لا سيما انها توجه للأردن والأردنيين رغم اننا رفضنا السلوك الذي قامت به جماعة النائب بإجماع غير مسبوق. كنت أتمنى ألا يخرج نواب على الفضائيات المصرية ليتلقوا موجات من الردح موجهة لهم وللاردن فبرامج الحوار المصرية لا تعرف الا هذا اللون ولا تتقن إلا الرقص على الفضائح.
حين تكون صناعة الاعلام في بنيتها قائمة على دغدغة العواطف فمن المريب ان نتمكن من التعامل معه او الوقوف في وجهه مهما بلغت قدراتنا على الرد والمناكفة.
التجاهل خيار جيد وانا شخصيا توقعت حفلة الردح التي كانت وتجاهلت الاستماع لتفصيلاتها حفاظا على اذني الوطنية ومع ذلك نقول –وليس من باب المناكفة– ان الإعلام المصري فاقد الأهلية للرد عليه.
(السبيل 2015-10-08)