يالطا 2

روسيا بوتين تعيد للذاكرة موسكو ستالين، ودخولها الحرب في سوريا سيعيد مشهد يالطا لما اجتمع فيها تشرشل وايزنهاور وستالين بعد الحرب العالمية الثانية، ولن يطول الامر لينعقد اللقاء بين واشنطن وموسكو اولا، ليضاف اليهم بعد ذلك فرنسا وبريطانيا والصين، ولن يكون غريبا ان اتفقوا على مؤتمر جديد بمسمى يالطا 2، وبطبيعة الحال ستكون هناك قسمة، غير انها ليست كتلك التي فرضها ستالين لأن زمن جدار برلين قد ولى وحل مكانه زمن طلبات الحماية ودول قوامها تلقي المساعدات.
النتيجة الابرز للحرب العالمية الثانية هي انشاء الكيان الاسرائيلي، والنتيجة لحروب اليوم ستكون تعزيز قدراته وتامين امنه واستقراره، والامر سيلزمه توزيعة جديدة لحدود الدول في المنطقة واعادة رسم وظائفها، ومن جهة اخرى انتاج انظمة جديدة فيها وتبديل بعضها واستمرار غيرها وكلها على مساحات غير الحالية، وبالظن تحليلا انه لن يكون هناك شيء اسمه اطول حدود على امتداد النهر جنوبه وشماله.
امريكا هي التي انهت الحرب العالمية الثانية بقصفها هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية، رغم ان المنتصر الحقيقي فيها هم الجنود السوفييت الذين فتحوا برلين، ورفعوا علمهم على الرايخ الالماني، ولم يكن رأس امبراطور اليابان هو المهم وانما رأس هتلر. ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه، ويبدو مما يجري ان روسية ستمتلك الموقف العسكري في سورية، في حين ستنهي واشنطن الازمة بقنبلة التقاسم مع موسكو، وهذا القصد من هما معا اولا، ثم اضافة آخرين.
والمشهد برمته في واقعه ليس معقدا ولا هو غامض، والقصة ستكون مرحلية يتم فيها التأمين لروسية في العراق من الحصة الايرانية، وفي سورية وجودها الدائم على البحر المتوسط، واثر التفاهمات تبدأ التفاصيل لتنال المسطرة والبيكار من السعودية بموجب الحاجة لأي مساحة وكذ الامر بالنسبة للبنان ليمكن من اختيار الرئيس.
ليس من قبيل المصادفة، او العمل الروتيني التصعيد الاسرائيلي في الضفة الغربية، والتدخل الروسي ليس علاقات شخصية مع بشار، وامور العراق لن تستقر الا من بعد يالطا الجديدة ومثله اليمن ايضا، وموعد النهايات لن يطول طالما الحرب العالمية الثانية استمرت خمس سنوات هي عمر الازمة السورية بعد اشهر.
(السبيل 2015-10-11)