اوسلو باسماء مستعارة

تم نشره الأحد 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 01:05 صباحاً
اوسلو باسماء مستعارة
خيري منصور

لو كان ادوارد سعيد حيا وشاهد خطاب ابو مازن امام الجمعية العامة للامم المتحدة لاصابته الدهشة من العودة الى ما قاله وتعرض للاستهجان عام 1994، فقد وصف سعيد اوسلو بأنه فرساي فلسطينية وقال ان الثالث عشر من ايلول هو يوم حداد وطني في فلسطين وهو اليوم الذي شهد اتفاقية اوسلو . لقد حمل اوسلو عدة اسماء مستعارة ونادرا ما يسمى باسمه الحقيقي، رغم ان اية اشارة الى اتفاقيات سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين تصرف الانتباه على الفور الى الثالث عشر من ايلول عام 1993، والمسألة الان ليست مجالا مناسبا للسجال حول جدوى تلك الاتفاقية او جديّتها، فالماء كما يقال يكذب الغطاسين، وما فعلته سلطات الاحتلال على امتداد عقدين من الزمن ليس سوى امتداد لما فعلته منذ اكثر من ستة عقود . فلا الاستيطان توقف ولا السجن والقتل الذي لم يسلم منه حتى الاطفال الرضع . وحين اصدر ادوارد سعيد كتابه في نقد اوسلو تعرّض لنقد لاذع حتى ممن لم يقرأوا الكتاب، وتطاول على الرجل اناس لم يقرأوا له حرفا واحدا من كل ما كتب، فهل كان ادوارد زرقاء اليمامة التي رأت عن بعد ما لم يره الاخرون ؟ ما قاله ابو مازن اثار لدى قادة سياسيين وجنرالات في الدولة العبرية ردود افعال لا تختلف الا من حيث درجة حرارتها في الهجاء السياسي وهذا ما يحدث عادة في اسرائيل عندما يتم اختبار الخلافات السياسية لدى احزاب وقوى وتيارات، إذ سرعان ما تأتلف كلها في موقف واحد، يتسم بالراديكالية فتضيع الحدود بين يمين ويسار وبين متطرف ومعتدل . لكن ما يحدث على الصعيد الفلسطيني ليس كذلك، فما من مناسبة مهما بلغت من الجدية تنجح في توحيد المواقف، لأن التعامل الفصائلي مع قضية وطنية جذرية وشاملة ينتهي بالضرورة الى حسابات خاصة . تذكرت ادوارد سعيد الذي رأى عن بعد ما لم يره الكثيرون وتذكرت بكثير من الاسى الحملة التي استهدفت الرجل ومنها ما بلغ حدّ التخوين . ان اسماء اوسلو المستعارة هي التي كانت سببا في التباسات عديدة، مما أدى الى موته وحرمانه من الدفن عشرين عاما حتى زكمت رائحته الانوف.

(الدستور 2015-10-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات