حمي الطخ!

لو كنت في دائرة القرار الأردنية ودعيت الى اجتماع لما ترددت ان اعلن امام الحاضرين ان الاقليم وتطوراته الاخيرة دخل مرحلة «حمي الطخ».
نعم دخول روسيا الى المشهد قلب القراءات رأسا على عقب، ويحتاج منا الى تموضع جديد نعيد فيه كل اسس التقويم والاستشراف.
ايضا هناك من يتحدث عن تراجع دولي واقليمي عن دعم الجبهة الجنوبية السورية، وهذا يعني اننا امام موقف جديد وتحدٍ عميق على حدودنا الشمالية.
الموقف الروسي ضبابي ومخططاته غير واضحة، وهذا يجعلنا اقل يقينا في رسم مواقفنا تجاه المشهد السوري، فحين نجهل كيف يفكرون علينا ان نكون خلاقين واكثر ابداعا.
علينا ان نتوقع اسوأ السيناريوهات التي قد تضعنا في عين التحدي، ولعل اكثرها شرا ان نرى حربا في درعا وتدفق للاجئين نحونا بكثافة ونيران تتطاير في كل اتجاه.
هذا ناهيك عما يجري في القدس وفلسطين المحتلة وهو ما يشكل ضاغطا كبيرا على الاردن وخانقا لا يمكن وصفه بعبارات المطالبات وطيش البعض.
نعم نحن نقف امام تحدٍ غير مسبوق ظننا اننا قد تجاوزناه لكن دينامكية الموقف الاقليمي وتحديدا ما يجري في سوريا يجعلنا نعود للتحديات مرغمين.
البعض يشكك بكفاءة المطبخ وأظنه قد ابلى حسنا واجاد على حدودنا الشمالية لكن يجب ألا يغرينا ذلك، فالكفاءة اليوم تحتاج لجبهة داخلية متفهمة ولتوسيع بيكار المطبخ ليشمل خبراء وناصحين.
أنا قلق على بلدي ولا اخفيكم ان ثمة طمأنينة اصابتني في الشهرين السابقين لكن اليوم عاد القلق ليستبد فيه ويجول معي في رحلات من التحديات بدت مكثفة.
(السبيل 2015-10-13)