قروض بفوائد قليلة لحل أزمة اللاجئين

نشرت (الرأي) في عددها الصادر يوم الجمعة 9/ 10/ 2015 أن الأردن ومجموعة من دول الشرق الأوسط تطالب صندوق النقد الدولي (بتقديم منح بفوائد قليلة للمساعدة بحل أزمة اللاجئين).
يبدو أن المطلوب قروض وليس منحاً ، لأن المنح لا تستحق عليها فوائد قليلة أو كثيرة ، كما أن حل ازمة اللاجئين تكون بعودتهم إلى بلادهم وليس بتأبيد لجوئهم وتحويله إلى إقامة دائمة ، ومن ثم الإنفاق عليهم من أموال مقترضة بفوائد قليلة أو كثيرة ، فالصعوبة تكمن في تسديد أقساط القرض وليس فوائده المتدنية على كل حال.
أوروبا الغنية التي يبلغ دخل الفرد فيها 12 ضعف دخل الفرد الأردني لا تتحمل المزيد من اللاجئين ، أما الأردن فيتحمل 50 ضعف عدد اللاجئين بالنسبة لعدد السكان ، وأكثر من هذه النسبة بالقياس لموارده المحدودة وحجم اقتصاده الصغير ، ويلتمس من الصندوق الدولي أن يقرضه.
الأردن ليس وحده الذي يرجو الصندوق أن يقرضه بعض تكاليف اللجوء السوري ، فهناك أيضاً العراق وليبيا وتركيا ولبنان ضمن مجموعة من دول الشرق الأوسط تعاني من أزمة اللاجئين وتستجدي المساعدة.
تقول الحكمة الشعبية: إذا وجدت نفسك في حفرة فتوقف عن الحفر. هذه الحكمة تنطبق على فتح الحدود وإغراء المزيد من اللاجئين بالقدوم ، وتصعيب إجراءات العودة كما تزعم بعض الجهات.
الأردن يجد نفسه في حفرة اللجوء إلى الأعماق التي لا تطيقها موارده وإمكانياته ، وتدفعه لطلب المساعدة من الدول المانحة والمؤسسات الدولية ولكنه مستمر في الحفر وتعميق الحفرة ، كما إن نشر صور أطفال في أحضان الجنود على الحدود يعتبر إعلاناً يستهدف اجتذاب المزيد من العائلات.
من ناحية أخرى فإن البيان (الالتماس) الموجه إلى صندوق النقد الدولي يريد الاقتراض بفوائد (قليلة) للمساعدة في (حل أزمة اللاجئين) مع أن الحقيقة أن قروض الصندوق لا تؤدي إلى (حل) أزمة اللاجئين بل إلى جعل إقامتهم دائمة.
في محاولة لتجميل الاقتراض وتراكم المديونية تطلق الحكومة على القروض التي تعقدها اسم (قروض ميسرة) مع أنها في الواقع قروض تجارية بشروط تجارية وبأسعار فائدة تزيد عن سعر الفائدة على الدولار بين البنوك.
(الرأي 2015-10-13)