الحل بالصدمة

وزير الخارجية ناصر جودة أجرى اتصالا هاتفيا أول من أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وبحث معه التطورات في الارض الفلسطينية المحتلة حسب ما نشرته الصحافة يوم أمس، ولم يأت بالخبر أي تفاصيل عن طبيعة الامور التي تم بحثها، والمعلومة الوحيدة فيه الاتصال الهاتفي، إضافة لاتصال آخر لذات الغرض مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني.
وبالربط فإن كيري صرح قبل الاتصال معه حول صعوبة التوصل الى سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ضوء غموض مستقبل الأردن وسورية، وان الامر مفهوم بالنسبة لسورية جراء الاحداث الجارية فيه فإنه ليس كذلك بالنسبة للأردن المستقر، الا اذا كان لدى الأمريكان مخططات بالنسبة لمستقبل الأردن لربطه بالقضية الفلسطينية والحل النهائي، واللافت ايضا ان مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلنتون قد صرحت قبل كيري حول الامر نفسه.
التقدير ان جودة بحث مع كيري ما صرح به وكلنتون حول الأردن، واغلب الظن انه ربطه بما يجري من تطورات في القدس والضفة والقطاع، وهو يدرك كذلك ان كيري سيزور المنطقة قريبا لمتابعة ما يجري بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال؛ ما يعني ان جودة لا بد وان يكون متخوفا من مفاجآت، ويبدو ان كيري لم يطمئنه بشيء ما دفع للاتصال بالممثلة الاوروبية التي لا بد وان تكون اكثر اطلاعا على ما يدور، وطبيعة النتائج المنتظرة وتوقيتاتها ايضا.
وبالتزامن فان نتنياهو يوجه الاتهامات لمحمود عباس بانه يقف خلف ما يجري ويحمله المسؤولية، والتفسير انه يريد ان يظهره بطلا أمام شعبه بدل الغضب الفلسطيني والعربي الشعبي عليه، علما أن عباس نفسه لا يدعي شرف دعم الانتفاضة، وانما خيبة رفضها. وايضا فان هناك تحولا في مجرى الاحداث في سورية لصالح قوات النظام جراء التدخل الروسي، والامر ليس بعيدا عن مشاهدة واشنطن له، ولا تقف ضده عمليا بذات الوقت؛ مما يعني وجود تفاهمات روسية امريكية مسبقة. والحال يعني سعيا لفرض حل تقاسمي ما يستشعره جودة، ويبدو انه لا يريد أن يصدقه او يصدمه!.
(السبيل 2015-10-18)