نلوم الفلسطيني فقط !

مثيرة هي الاراء التي تتدفق احيانا بخصوص هبات الغضب في فلسطين، وعمليات الطعن للاسرائيليين، حين تأتي من عرب، يظنون انهم يحسنون صنعا بكلامهم. يأتيك البعض ليقول ان حوادث الطعن تشوه سمعة الفلسطينيين في العالم، ولاتعرف ماقيمة هذا الرأي الذي لم نسمع مثله عن اسرائيل وكل جرائمها ، فالفلسطيني اذا طعن محتلا، يشوه سمعة شعبه، والاسرائيلي اذا حرق غزة يدافع عن نفسه، فيالها من مفارقة!!. آخرون يقولون لك ان الشعب الفلسطيني لايحتمل انتفاضة جديدة، فلا تعرف ماذا يحتمل اذن الشعب الفلسطيني، اذا كان السلام وهم كبير، والسكوت على الاحتلال جريمة ايضا، فعن اي خيار نتحدث هنا، اذا كانت كل الخيارات التي يلجأ اليها الفلسطيني يتم نقدها وتجريحها والبحث عن نقاط ضعف فيها؟!. فريق ثالث يقول لك ان الصور تخدم اسرائيل، وفي قصة استشهاد اياد عواودة في الخليل حين يلاحق الجندي الاسرائيلي ويفر الجندي، يخرج علينا البعض ليقول ان الصورة قد تخدم اسرائيل، لانها تثبت ان من بيده رشاشا لايريد ان يقتل ويتجنب قتل الفلسطيني، الذي يحمل سكينا، فترد عليهم، اكفونا شر تحليلاتكم، فلم تعد القصة قصة صورة وسمعة ورأي عام، والجندي الاسرائيلي فر خوفا، وجراء المفاجأة، والا لقتل الفلسطيني منذ الثانية الاولى، ولما رأيناه ليفر وهو المدجج بالاسلحة وحوله جند اخرون. في جانب آخر ُينظر علينا فريق ان اسرائيل تريد الانتفاضة لتفرض ماتريد، وهاهي عقدة العدو تستحكم ببعضنا، فمن قال لهم ان اسرائيل تريد انتفاضة بحيث تغرق في وحل مواجهتها، ويتم تدمير السياحة وامن اسرائيل، ونحن نعرف جميعا ان اسرائيل حين تقرر فرض ماتريد، لايهمها سلام ولا انتفاضة، وتفرض ماتريد بعنف وقوة، وقد تكون الانتفاضة او المواجهات هنا، هي الوسيلة الوحيدة لردعها ووقفها عن جنونها. هناك هشاشة نفسية، لدى تيار يدعي العقلانية، يريد تحليل كل مشهد من جانب منفعته الاسرائيلية فقط، ولايريد ان يصدق ان فعلا فلسطينيا قادر على اعادة ترتيب الاوراق او خلطها. ربما نقول للجميع، ان علينا ان نترك الامر لمن هم داخل فلسطين، فهم الاقدر على اتخاذ القرار، وعلى الرد، وعلى اختيار الخطوة المناسبة، وفقا لواقعهم المعقد، والتهديدات التي تعصف بالاقصى. غير ذلك، مجرد تنظير وادعاءات، من بعيد، وعبر شاشات الاجهزة، تنظير مع ترف، لايريد ان يترك للناس اي مخرج، فيتم لومهم أذا سالموا أواذا انتفضوا أو اذا سكتوا، وهذا لوم مرضي، يصب فعلا في بئر اسرائيل، لا في مصلحة الشعب الفلسطيني. ما اجرأ بعضنا على لوم الفلسطيني، مقابل صوت اكثر نعومة وطراوة امام مايفعله الاحتلال!!.
(الدستور 2015-10-18)