عندما يخض عبد الشخانبة " قربة الماء " !
المدينة نيوز – خاص – كتب محرر الشؤون المحلية - : لا نلوم عبد الشخانية على تقصيره في تكييف قضايا الفاسدين أو الذين تحوم حواليهم شبهات ، فالقصة لا علاقة لها بالعاطفة ، هي على تماس بالدليل ، ومن هو المسؤول " الغبي " الذي يترك خلفه دليلا قد يدينه إن قررت الدولة محاسبة الفاسدين عن جد وليس تخويثا ؟ .
رئيس الوزراء دولة سمير الرفاعي جرب حظه ( على رأي المرحوم رافع شاهين ) وشد حيله وقرر أن يضع في أذنيه قطنا ورفض تكفيل متهمي المصفاة حتى يذوقوا السجن ، وذاقوه ، ولكنه تراخى في النهاية وأطلق سبيلهم ، دون أن يفهم أننا ضد إخلاء سبيلهم أو حبسهم ، فنحن نتحدث عن الرئيس وصلاحياته ، وإذا قورنت هذه الصلاحيات بصلاحيات عبد الشخانية فإن الأخير يصبح بدون صلاحيات رغم أنه يتربع على هيئة محصنة وبيدها مطلق الحركة .
يذكرنا عبد الشخانبة بما يفعله مصطفى البراري ، فالأخير يكتب تقريره ويبعث به إلى مجلس الأمة ، وبعد ذلك تنتهي صلاحياته ، وكأن ديوان االمحاسبة ليس سوى مكتب استدعاءات على باب محكمة شرعية يتحدث عن أن فلانا لم يدفع النفقة ، وعلانا لهطها ، وتلك قضت العدة ، والأخرى خلعت زوجها بدون سبب ، كأنه سجل خاص بالمفقود والمنسي ، ولا نلوم البراري أيضا ، فصلاحياته هو الآخر محدودة ، إن لم تكن هامشية ، ومحاوراته في مجالس النواب السابقة ولجانها المالية يثبت ما قلناه ويقوله الواقع ، مع أن زيارته الأخيرة لوزير الزراعة بعد ان فاحت رائحة السرقة في الوزارة ، كانت الضربة القاضية لصلاحيات وهيبة ديوان المحاسبة نفسه الذي يحميه الدستور وليس رئيس الوزراء أو وزير الزراعة ، فلقد ذهب البراري بحاله لسعيد المصري حاملا معه مجمل الإستيضاحات التي للآن لم يجبه عنها أحد .
الشخانبة – هو الآخر - يريد أدلة ، وهل من المعقول أن معالي الشخانية وللآن لم يمتلك اي دليل على أي لص كبير كان أم صغيرا أم حتى غير مرئي ، وما الذي فعلته مكافحة الفساد منذ تشكيلها للآن ؟؟ .
سؤال مجنون لا يسأله غير مجنون ، ولكننا نؤمن بالديمقراطية الأردنية ، ولا نعتقد بأن معالي الشخانبة سيخالف أمر جلالة سيدنا ويرمي محرر الشؤون المحلية خلف القضبان ، بعد ان قرأ بأن الملك قال : " لا حبس للصحفيين ولا حدود للتعبير عن الرأي " .
نعم ، نريد ان نسأل الشخانية : ماذا فعلت معاليك بالهيئة ، ولماذا لا نرى للآن لصا خلف القضبان ؟؟ .
الدليل ، الدليل ، الدليل .. حسنا ، ما هو الدليل الذي تطلبونه لتعرفوا وتتيقنوا بأن فلانا ( حرامي ) وعلانا ( شريف ) تأكل القطة عشاءه .. .
إن إثبات حرمنة الحرامي صعبة كالذي يقبض رشوة ، ومن سابع المستحيلات إثبات الرشوة إلا في حالة تلبس ، ومن هو الغبي إبن الغبي الذي سيترك لكم دليلا على أنه قبض رشوة ، أو أنه سرق من المال العام .
بصراحة ، لا نلومك تحديدا ، ونعتقد بأنك مثلنا ، لا تكاد ترى الفاسدين إلا متعربشين على سلالم أعلى بالرتبة منا ومن معاليك ، وإن كان الأمر كذلك فلماذا بقيت في مكانك للآن ، لماذا إن كان لديك أدلة على لصوصية اللصوص ولم تجد ظهرا أو سندا لتقديم صاحبه للمحكمة ، لماذا لم تستقل .
احترنا في مطبخ التحرير ما هو الكاريكاتير الذي سنخرج به لمعاليك ، وأجمع الزملاء بأن أفضل كاريكاتير هو أن نجعلك تخض ( الماء ) لتخرج ( الزبدة ) .
هل تخرج الزبدة من الماء يا معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد ، وإلى متى ستظل تخض بهذا الماء، حتى ينور الملح ، أم حتى تقوم ناقة صالح .. .
نريد هيئة لمكافحة الفساد يخشاها الخوف نفسه ، نريدك إن مررت من طريق ترتعد فرائص الفاسدين واللصوص والحرامية ، وإذا سلكت فجا تحول عن فجك المرتشون والمزورون والمنتفعون ، لا نريد – كمواطنين – أن نرى أو أن نسمع بأنك ضيف عند فلان ، وبأنك ضمن حضور وليمة علنتان ، أو أنك أولمت لـ س ، أو لـ ص .. من داخل الحكومة أم من خارجها ، أنت رئيس هيئة مكافحة الفساد في البلد ، نريدك قويا هادرا يخشاك الأعيان وأصحاب الدولة وكل الناس ..
صديقك من صدقك يا معاليك ، ولأننا لسان حال الناس البسطاء في هذا البلد ، فإننا ننقل بهذه الكلمات آراءهم ونتمنى على معاليك أن تقرأ تعليقات القراء الذين يسألون عنك وعن هيئتك كلما نشرنا قضية ذات دلالات وتحمل أكثر من شبهة ، قديمة أو حديثة .
يلومنا – أحيانا – بعض القراء في أننا ننشر قضايا قديمة ، مع أن القضايا القديمة بالنسبة للمحترفين أشد خطرا على الفاسدين المخبئين الذين يبيعوننا وطنية ونزاهة واحتراما وبعضهم يحاضر فينا صباح مساء ، بينما انتفخت جيوبهم من لحومنا ومن دمائنا .
اتركوا في الهيئة تقاريرنا واضربوها عرض الحائط ، ولكن : ما هي آخر أخبار تقارير مصطفى البراري التي هي ( رسمية ) وليست مثل تقاريرنا بيع كلام صحفي لا يقرأه إلا نحن ومن يحبنا من أردنيين عبر العالم ، ولكن بدون تغيير وبدون نتائج .
أنتم النتائج ، ونطمح أن تعقدوا مؤتمرا كل اسبوع وتطلعونا على آخر بلاوي الذي أغرقوا البلد في المديونية والناس في الطفر ، والقرف ، وقلة الدين ، فالطفر كافر ، ولا دين مع طفران ولو كان الفقر رجلا لقتله عمر .
تحياتنا لمعاليك ،وصدقنا إننا كتبنا لك ما كتبنا من موقع الحب الحريص ، وليس من موقع الكاره الرخيص ، واسلم لنا وورجينا شطارة هيئتك مع كل الإحترام .