روسيا وإسرائيل.. إلى أي مدى

واضح أن ثمة عينا روسية تنظر الى مخاوف دولة الكيان الاسرائيلي وتتفهم ذلك ولا مانع لديها من التنسيق مع زعمائها تحت مرآى وعين محور الممانعة سابقا.
وحتى أكون اكثر واقعية أجزم ان روسيا تفضل اسرائيل ومصالحها على حليفها الاسد الذي سمح لهم بدخول غرفة نومه مرحبا ومهللا.
حتى ما قبل بدء الروس عملياتهم في سوريا التقى بوتين نتنياهو وتفاهم معه وأظنهم تحالفوا مؤقتا تحت عناوين كثيرة في المشهد السوري.
اليسار العربي الداعم لاحتلال روسيا لسوريا لا يعلق على الموضوع ويكتفي فقط بالتباهي أن اسرائيل لم تعد قادرة على اختراق اجواء سوريا.
وهم بذلك يبعوننا الخداع والافيون، فالقصة واضحة والرؤية لا غبار عليها ان روسيا حريصة على امن اسرائيل اكثر من حرصها على امن بشار الاسد.
اسرائيل بدورها لم تبد قلقها من الوجود الروسي فهي تعلم انهم في موسكو كانوا اول من اعترف بهم عام 1948 ويدركون ان يهودهم الروس يملكون بعضا من التأثير.
وهنا يطيب لي ان افهم موقف محور الممانعة سابقا من هذا التنسيق والى اي مدى يعتبرونه غير مهم وما مدى تأثر ايدولوجيتهم الكاذبة بكل ذلك.
علينا ان نعترف او ان نكتشف ان محور الممانعة سابقا لم يكن يوما عدوا وجوديا لاسرائيل وما يجري اليوم يثبت ان عدائية المذهب اولى عندهم من العدائيات الكبرى.
(السبيل 2015-10-21)