محامٍ مقدسي: الوصاية الهاشمية درع المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس
المدينة نيوز:- أكد المستشار القانوني والمحامي المقدسي زيد الايوبي أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس "تحول دون تحقيق المخطط الاسرائيلي الرامي للسيطرة على المسجد الاقصى وتغيير الوضع القائم فيه من خلال تقسيمه زمانيا ومكانيا وتغيير ملامحه وطابعه العربي والاسلامي".
وقال المحامي الايوبي في حديث خاص لمراسل (بترا) في رام الله اليوم الأحد، "ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعى جاهدة لنزع الوصاية الاردنية عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وقد تجلى ذلك في دعوات رجال دين وسياسيين اسرائيليين لإنهاء العلاقة الاردنية بالمقدسات، اهمها دعوة النائب في الكنيست موشي فجلن للتصويت على قانون سحب الوصاية، بقوله، اذا لم نسيطر على المسجد الاقصى فإنه لا معنى لسيطرتنا على تل ابيب"، معتبرا ذلك تحريضا اسرائيليا واضحا وصريحا ويعبر عما يدور في فكر الاسرائيليين، لكنه للأسف يلقى دعما وتأييدا من قبل الاسرائيليين.
واكد المحامي الايوبي ان القانون الدولي لا يعطي الحق لحكومة الاحتلال الاسرائيلي بفرض سيطرتها وسيادتها على القدس ولا المقدسات، وانما أوجب عليها احترام كل المقدسات والأعيان الدينية، واحترام حقوقنا في ممارسة شعائرنا الدينية بكل حرية، لكن سلطات الاحتلال تضرب ذلك بعرض الحائط وتحاول الاعتداء على المقدسات، وإرساء مخططات التهويد والسيطرة الكاملة على المقدسات، وفي كل مرة كانت هذه المحاولات تبوء بالفشل بفعل التحركات الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل العربية والاقليمية والدولية والهبّات الجماهيرية الشعبية الفلسطينية.
وقال انه ومنذ بيعة الوصاية للشريف حسين بن علي عام 1924 من الشخصيات الوطنية والدينية الفلسطينية وعلى رأسها الحاج امين الحسيني، والأسرة الهاشمية لم تأل جهدا في دعم ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وعلى رأسها المسجد الاقصى، حيث ان جلالة الملك عبدالله الثاني ومن قبله جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال يشرفون على اعمال إعمار المسجد الاقصى وصيانته وإدارته من خلال وزارة الاوقاف الاردنية انطلاقا من الواجب الديني والاسلامي والعربي، وباعتبارهم احفاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهم احق الناس في الوصاية على مقدسات العرب والمسلمين في القدس .
واضاف الايوبي ان التاريخ سيحفظ للأردن وملوكها الهاشميين تمسكهم بالوصاية الاردنية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وثباتهم وإصرارهم على إفشال المخططات الاسرائيلية التي تهدد المسجد الاقصى.
وأشار الى ان التاريخ لن ينسى إصرار جلالة الملك الحسين يرحمه الله على ان يتضمن اتفاق وادي عربة مع الاسرائيليين عام 1994 على بند خاص تحترم فيه وبموجبه حكومة اسرائيل الوصاية الاردنية على المقدسات، ويلزم الاسرائيليين بعدم التعدي عليها، ولولا موافقة اسرائيل على هذا البند لما وقع اتفاق وادي عربة اصلا.
وشدد الايوبي على اهمية الدور الاردني في الحفاظ على المسجد الاقصى وفشل كل محاولات الاسرائيليين لتجاوز هذا الدور، حتى ان الادارة الاميركية ملتزمة به وهو ما رأيناه من خلال حرص وزير الخارجية الاميركي جون كيري على الالتقاء بالرئيس محمود عباس برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني في الاردن خلال مباحثات تهدئة الهبّة الفلسطينية الحالية، للدفاع عن المقدسات والاقصى في القدس، وهذا له دلالاته الهامة وهو انه ليست اسرائيل فقط التي لا تستطيع تجاوز الوصاية الاردنية على المقدسات في القدس وانما ايضا اقوى دول العالم، فهذه الوصاية تعتبر بالنسبة لنا كفلسطينيين درع المقدسات والمساس بها ستكون عواقبه وخيمة على كل الاطراف وكل المنطقة، وعلى اسرائيل ان تنصاع لهذه الوصاية وترضخ لها ولا تحاول المساس بها لأن ذلك فعلا يعد مساسا بالأمن والسلم الدوليين.
وأضاف ، ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان حريصا على ان يكون اتفاق الوصاية والدفاع عن المقدسات مع الفلسطينيين مكتوبا خصوصا بعد الاعتراف الدولي والأممي بدولة فلسطين، وهو ما تجسد في اتفاق الدفاع عن القدس الذي وقعه مع الرئيس محمود عباس في نهاية آذار 2013 والذي تأكد فيه الدور التاريخي للأسرة الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، باعتباره خادم الاماكن المقدسة في القدس.
واكد ان الفلسطينيين عموما والمقدسيين خصوصا يفخرون بأن يكون للهاشميين حق الاشراف والرعاية والادارة على كافة الاماكن المقدسة بما فيها المسجد الاقصى خصوصا، وقد اثبت التاريخ أن الاردن على قدر الحمل والمسؤولية والامانة التي يضطلع بها من خلال الوصاية على مقدسات العرب والمسلمين في القدس، والتي تتجلى في تصدي المملكة لكل مخططات الاسرائيليين التي تسعى من ورائها الى هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم.
وطالب المحامي الايوبي بأن يكون للأردن وصاية لا على المقدسات في القدس فحسب، وإنما على كل المقدسات في فلسطين بما فيها الحرم الابراهيمي الشريف والذي تسعى اسرائيل للسيطرة عليه وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الدينية والتاريخية فيه بمزاعم واساطير واهية ومزورة، مشددا على ان امتداد الوصاية الاردنية على كل المقدسات في فلسطين سيكون له دور كبير في حمايتها من مخططات غلاة التطرف الاسرائيلي وسيساهم في تعزيز السلم والامن الدوليين والحفاظ على الحق التاريخي لكل العرب والمسلمين في فلسطين ومقدساتها .