بدران: إدارة الدولة المعاصرة لا يستطيع أن ينفرد بها فرد أو حزب
المدينة نيوز :- قال مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية والشؤون العلمية الدكتور إبراهيم بدران، إن إدارة الدولة المعاصرة عملية معقدة لا يستطيع أن ينفرد بها فرد أو حزب أو مجموعة.
وأضاف الدكتور بدران في محاضرة القاها مساء اليوم الثلاثاء في جمعية الشؤون الدولية بعنوان "لماذا تفشل الأمم" أن التفرد والتسلط وإقصاء الآخر يؤدي إلى توقف التقدم والسير في طريق الفشل.
وأشار الدكتور بدران إلى أن شؤون الأمم في العصر الحديث لا يمكن أن تتم إلا من خلال بناء دولة وطنية تستند إلى أركان رئيسية تعتمد على المشاركة والسياسة والامن والاقتصاد والتعليم والثقافة والإبداع والتكنولوجيا.
وأوضح حقيقة الإخفاق في إدارة شؤون الدولة المختلفة لافتاً إلى أنها تصبح هشة وقابلة للانكسار والفشل في حين أن الدول التي تنشىء لنفسها برامج واضحة وتوافقات سياسية مجتمعية دائمة ومعايير أداء وآليات تصحيح داخلية بالرقابة والمساءلة والشفافية فإنها تصبح أكثر قوة.
وتحدث بدران عن قيام الباحثين بتطوير مقياس لنجاح الدول أو فشلها يسمى دليل هشاشة الدولة مبيناً أنه كلما صغر هذا الرقم الذي يعتمد على حصيلة أداء الأركان الرئيسية للدولة الوطنية الحديثة، كانت الدولة أقل هشاشة وأكثر استقراراً.
ورأى أن الأمم تنزلق في طريق الفشل حين لا يصدمها حالة الضعف التي هي فيها ولا ترى نقاط الخلل في أدائها وإنما تغطي ذلك بعبارات وأعذار.
وقدّر بدران وزير التربية والتعليم الاسبق، فشل الدولة بتركيزها على الحاضر يوماً بيوم وليس على المستقبل ومتطلباته فلا تحسم القضايا المعلقة ولا تتيح الفرصة لقادة الرأي أن يؤدوا دورهم بشكل سليم.
وقال إن تركيز الدولة على الحكم والإدارة وليس بناء مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والنظر إليها على أنها حكر على مجموعة دون أخرى فإن المواطنة تضعف ويشعر المواطن بالاغتراب وبالتالي تغيب المساءلة والشفافية وتتحرك المؤسسات على حالة هلامية ضئيلة الانجاز.
وأشار إلى تأثير غياب الرؤية المستقبلية في المشاريع الاقتصادية ما يؤدي إلى ضعف الصناعات الوطنية وتراجع الاقتصاد ويزداد الاعتماد على المساعدات الخارجية والاستيراد.
وبين تفاقم الحال المتردي للدولة عندما تزداد نسب الفقر والبطالة ويتفاقم الوضع بوجود ضغوط ديموغرافية نتيجة للهجرات واللجوء أو لحدوث توترات داخل مكونات المجتمع وغياب المساواة وتكافؤ الفرص.
ولفت بدران إلى أن البيئة الجغرافية الضعيفة في قلة الامطار أو ندرة المياه السطحية أو البيئة الحارة كما هو الحال في معظم الأقطار العربية في حالة تراخي الدولة عن تطوير البيئة وتغيير الجغرافيا بإنشاء غابات وسدود ومرافق مائية ومساحات خضراء يؤدي إلى تفاقم الهجرة من الريف إلى المدينة.
وأكد ضرورة توافق الدولة والقوى السياسية والأحزاب على المشاركة السياسية والمجتمعية بمساواة وتكافؤ بين مختلف الأطراف وأن التنزع على الحكم هو خسارة للجميع.