الهجوم الروسي.. تم الاحتواء

في بدايات التدخل الروسي ظن الكثيرون ان ثمة نصرا ساحقا بات يقف على الابواب وهلل انصار النظام هناك بأن الفتح قد اقترب وأن بشار باق لا محالة. مع مرور الوقت وبعد شهرين من الضربات غاب البريق وانزوت حماسة الانصار وبتنا امام احتواء للضربات من قبل القوى التي تقاتل على الارض.
في سياق ذلك سقطت الطائرة الروسية في سيناء وقد شغلت ضاغطا على بوتين على اعتبار انها جزء من كلفة الحرب على سوريا.
انا شخصيا ظننت ان التدخل الروسي سينهي الازمة، لكننا اليوم وبعد هذه السيرة للمعارك وصلت لقناعة بأن الروس تورطو وان الاميركان يديرون المشهد بكفاءة التوريط.
مع مرور الايام يزداد الروس تورطا ويختفي بريقهم العسكري وتضعف اندفاعتهم تجاه ما ظنوه سهلا، فاذا بهم جزء من الحسم وليس الحسم كله.
دليل كل ذلك ما صرحت به الخارجية الروسية من ان قضية بقاء الاسد في الحكم ليست حالة مبدئية وهنا يظهر التحول من التشدد الى الليونة ذلك بسبب ما جرى على الارض.
سوريا ما زالت في مهب تغيرات موازين القوى، فالاتراك مثلا بعد نتائج الانتخابات الاخيرة تغير وزنهم وهذا يؤكد دينامكية المشهد السوري وانه لا زال في مرحلة التعقيد.
اذا الهجوم الروسي تم احتواؤه ولم يعد امرا فارقا بمعنى الحسم وهذا ما اثبتته اللغة الميدانية ولعل قادم الايام ما زال مفتوحا على خيارات كثيرة يصعب التنبؤ فيها.
(السبيل 2015-11-05)