خطبة الجمعة المقترحة عن تفجيرات عمان

تم نشره الخميس 05 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 08:33 مساءً
خطبة الجمعة المقترحة عن تفجيرات عمان

المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 6/11/2015 م ، والتي حملت عنوان :رالأردن عزيمــة قويــة وعطــاء متجــــدد بمناسبة مرور الذكرى العاشرة على تفجيرات عمان 9/11/2005م . 

وتاليا محاور الخطبة :

  ( فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) ) سورة آل عمران

 ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) ) سورة آل عمران .

 تمضي الأيام بأحداثها المختلفة، إلا أن بعض الأحداث تركت في النفس ذكرى أليمة وأياما خيم الحزن فيها على وطننا الحبيب، ففي التاسع من شهر تشرين الثاني من عام ألفين وخمسة، قامت اليد الآثمة الجبانة بعمل إرهابي بغيض استهدف المواطنين الآمنين، من خلال تفجيرات آثمة في ثلاثة من الفنادق في عمان الحبيبة ، نتج عنها سبعة وخمسين شهيدا وما ينوف على مائة وعشرين جريحا، فتركت هذه الحادثة الأليمة أثرا كبيرا وشكلت بداخل كل فرد من افراد المجتمع الأردني تحديا وشعورا بالمسؤولية تجاه الوطن ورسّخت مفهوم المواطنة وعززت مبادئ الوسطية والاعتدال والوعي الذاتي وزادت الثقة بين أبناء المجتمع وبين مؤسساته وأجهزته المختلفة ليكون الأردن – بإذن الله تعالى -دوما حصنا منيعا في وجه التطرف والإرهاب، ويسعى إلى جانب الدول المحبة للخير والسلام من أجل تحقيق العيش الكريم لأبناء مجتمعه وللبشرية جمعاء في عالم يسوده السلام وتعم فيه الرحمة والمحبة .

 العالم أمام خطر حقيقي يعمل الأردن بجدية كبيرة لمواجهة هذا الخطر الذي يتمثل في تلك الفئة الخارجة عن قيم الإسلام وتهدد العالم بأسره بأباطيل ومزاعم ليست من الإسلام في شيء، وانطلاقا من التوجيهات الحكيمة لدين الله تعالى، فإننا في الأردن نؤكد على أن أساليب العنفِ ومسالكَه من تفجير وخطف وسطو ونسف لا تهزم القيم الكبيرة ولا تقوض المنجزات السامية، لا تحرر شعبا ولا تَفرض مذهبا ولا تنصر حزبا، وإن العنف لا يمكن أن يكون قانونا محترماً أو عرفاً مقبولاً، فضلاً عن أن يكون ديناً أو عقيدة .

 إن فساد العقول سبب كل شر بدءاً من الكفر إلى ما دونه, وهذا يتطلب العمل على إصلاح عقول الناشئة وتحذيرهم من الأفكار الضالة المضلة والتوجهات الخاطئة, والمجتمعات المشبوهة ، ودعاة السوء ، ويعتبر هذا واجب شرعي وواجب وطني ؛ قال تعالى : ( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) ) سورة هود، وجاء في الحديث الشريف : (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين ) رواه البيهقي في الكبرى .

 لقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في عدد من خطاباته السامية على أن حقيقة المعركة مع الإرهاب والتطرف تدور رحاها في ميادين الفكر، ومبتغاها كسب العقول والقلوب، ولا بد من وضوح الأهداف ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب والتطرف بوعي مستنير وبفكر واضح وفهم دقيق ، وتجسيدا لذلك، أطلق الأردن عدد من المبادرات ضمن جهوده في تعميق مفهوم الوسطية والاعتدال والقيم الإسلامية السامية ومحاربة التطرف والإرهاب، فكانت مبادرات "رسالة عمان"، و"كلمة سواء"، و"الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان"، ولا بد لهذه الجهود من أن تستمر في خطة عمل يسهم فيها الجميع كأفراد ومؤسسات ودول.

 لقد اضطلع الأردنيون بمسؤوليتهم في مواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب وتعميق الفهم الصحيح للإسلام ورد الشبهات عنه ، فكانت هناك العديد من المبادرات والفعاليات والمؤتمرات المحلية والدولية وكان آخرها ما أطلقته مجموعة عمان لحوارات المستقبل من مبادرة ( أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير ) تهدف إلى توحيد الجهود من أجل تحصين المجتمع أفرادا ومؤسسات من خطر التكفير والإرهاب الذي يهدد الأمن الوطني ويسعى في الأرض فسادا، وطرحت المبادرة ميثاقا أكدت فيه على وحدة الأمة وتجاوز الخلافات وتعميق الفهم الصحيح وتصويب المفاهيم الخاطئة .

 حمل الأردن منذ القرن الماضي لواء حماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في القدس الشريف ، فجاءت الوصاية الهاشمية ترسيخا لهذا الدور الذي رعاه الهاشميون وقدموا لأجله مهجهم وأرواحهم والغالي والنفيس ، حتى بات المسجد الاقصى المبارك والقدس الشريف أولوية أردنية يعيشها أبناء الأردن جميعا قيادة وشعبا ، وها هو الدور الأردني في القدس الشريف يبرز من خلال مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في جميع المحافل الإقليمية والدولية وفي جميع خطاباته بضرورة توحيد الجهود لمواجهة المشروع الصهيوني الهادف إلى تهويد القدس وطرد أهلها، وحثه على تقديم الدعم اللازم لرعاية المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات الإسلامية في القدس وصيانتها وتجهيزها وتوفير جميع المتطلبات اللازمة وتأمين الدعم المتواصل للأشقاء لتعزيز ثباتهم وصمودهم وتصديهم للتحديات التي تواجه عروبة المدينة وقدسيتها .

 ينطلق الأردن في حمل أمانة الرعاية للقدس الشريف والمقدسات الإسلامية من المسؤولية الشرعية والتاريخية والوطنية ، وإن حملات التشكيك والتضليل التي تطلق بإشاعات باطلة لن تثنِ الأردن عن دوره الثابت ومواقفه الخالدة نحو القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، ويمكن القول بكل فخر واعتزاز ان الدور الكبير للدبلوماسية الاردنية التي تتوجت بالعلاقة الحميمة مع الأشقاء الفلسطينيين كان له أثره في حماية القدس ومقدساتها ومواجهة كل خطط الاحتلال الغاشم في النيل من حرمتها ، وستبقى هذه العلاقة على الدوام أنموذجا فريدا للتآخي ودحر المؤامرات الباطلة.

 لدى هذا البلد ( الأردن ) بفضل الله من الإمكانات والقوة والقدرات المادية والمعنوية ما صد كل المحاولات الآثمة وما زال يصد كل تطاول ويمنع كل محاولة للنيل من دينه أو استقراره أو مكتسباته وبحفظ حق أهله والمقيمين فيه على دينهم وأنفسهم وأهليهم وأموالهم في مواقف لا يقبل فيها إلا الحزم والحسم والعدل .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات