عبد السلام المجالي : الوطن البديل ليس سوى أعراض حمل كاذب !

تم نشره السبت 15 أيّار / مايو 2010 05:17 مساءً
عبد السلام المجالي : الوطن البديل ليس سوى أعراض حمل كاذب !

المدينة نيوز - دولة الدكتور عبدالسلام وبعد حديث دام لاربع ساعات, اختصر كل شيء بجملة واحدة " كل مشاكلنا نابعة عن عدم فهم عميق للمشكلة " فيقول ان اسوأ ما شهدته الساحة منذ سنوات هو الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني, ثم تنهد وقال " لا حول ولا قوة الا بالله ", اما ما يدور في الاعلام عن " اشارات " الوطن البديل فيؤكد الدكتور عبدالسلام انها ليست الا اعراض الحمل الكاذب وبالونات ليس لها وزن, واننا دفنا الوطن البديل .. نعم أؤكد اننا دفنا الوطن البديل والباب الوحيد الذي يمكن لهذا الخطر ان يدخل منه هو باب " الفتنة " وأحذر من الفتنة .. احذر من الفتنة .. احذر من الفتنة , وحتى هذه الاعراض يمكن ان نضع لها حدا فقد آن الآوان ان تدرس هذه العملية مع السلطة الفلسطينية في جميع ابعادها الحالية والمستقبيلة .
ان اخطر مرحلة مر بها الاردن وعانى فيها من امكانية اقامة الوطن البديل كانت بعد حرب الخليج الأولى, فقد تم تفسير معارضة جلالة المرحوم الملك حسين لدخول امريكيا للمنطقة على انه تآييد لاحتلال الكويت, فحوصرنا جوا وبرا وبحرا, ولم يعد احد يعطينا حتى " فيزا ", توقفت تجارتنا ومنع عنا فتح اعتماد مستندي, حالتنا الاقتصادية " بالويل ", ينقصنا المال ونحن اكبر دولة مستضيفة للاجئين نسبيا وكنا مهددين فعليا بالوطن البديل, فدخلنا عملية السلام لندافع عن الاردن, ومع اننا غير مفوضين بالتفاوض عن الفلسطينيين الا اننا دافعنا عن مصالحهم وبخاصة فيما يتعلق بالقرار " 242 ", ومنذ ذلك الحين لم يتم اي تهجير قسري بل دخل مئات الألاف الى فلسطين بعد عملية السلام, والآن وبعد وادي عربة وأوسلو أود السؤال ؟ اين العقيدة التي كانت تقول " من النيل الى الفرات ", ولنعد الى بداية القصة .
حتى عام 1990 كان هنالك فكرتان متصارعتان , الفكرة الأولى ان فلسطين ارض عربية منذ الاف السنين والفكرة الثانية أن فلسطين ارض الميعاد, اي انه لا يوجد شعب آخر وقد تم اقناع الغرب بهذه الفكرة عن طريق الكتب والاعلام والصحافة, وهنا اشير الى ان الصراع العربي الاسرائيلي هو صراع دولي ولا ينحصر بين العرب واسرائيل, انها قضية دولية كانت جزء من الحرب العالمية الاولى والثانية وحتى اليوم, وقد كان الغرب يدعم الجانب الاسرائيلي دعما مطلقا لحسابات النفط في المنطقة, اما بعد دخول امريكيا للمنطقة فقد اختلفت الحسابات وتراجع دور اسرائيل بالنسبة للغرب وتهيئت الظروف لعمل السلام, فحصلنا في الاردن على ارضنا ومائنا وقمنا بترسيم الحدود بين الاردن وفلسطين, وحصل الاخوة في فلسطين على اعتراف بالشعب ووحدته, فاتهموا اسحق رابين بالخيانة وقد قتل بسبب ذلك,ولكن الاعلام العربي يهتم " بالقشور " فقط, فنحن نعاني من عدم فهم عميق للمشكلة .. الاعلام يشوه الحدث لمجرد الاثارة !, ومن ذلك ما تعرض له عرفات من حملة اعلامية بعد توقيعه لاتفاق اوسلو, واذكر كيف تم التاثير بهذا الاتجاه على جلالة الملك حسين رحمه الله فذهبت اليه وقلت لجلالته " العرب يقاطعون عرفات لتوقيعه اوسلو دون علمهم, وانا اشبه ذلك برجل قام بتزويج ابنته دون ان يبلغ اقاربه وهذا لا يستحق منا القطيعة وانما العتاب ", فاتصل بي جلالة الملك حسين في اليوم التالي وقال " طول الليل وانا افكر بكلامك وقد اتصلت بعرفات وهنئته على الاتفاقية " ... الله يرحم الملك حسين .
انظروا لهذا الاعلام !, مئات الفضائيات ولا يوجد فضائية واحدة تخاطب الشعب الامريكي, ولولا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني لما اهتمت امريكيا بالقضية, اذ انه الوحيد الذي اقنع الامريكان بان العملية السلمية هي مصلحة امريكية بالدرجة الاولى وفيما عدا ذلك استطيع القول ان كل التطورات كانت ضدنا, فنحن متفرقون ويلزمنا الكثير لنعي ما يدور من حولنا, فعملية نفخ البالونات والدعوة لنسف السلام دون الاستعداد للبديل يذكرني بالحرب التي خضناها عام 1948 عندما كنت طبيبا للكتيبة الخامسة واذكر اني سالت مأمور الصحة " عندك سماعة .. عنك ميزان حرارة .. عندك .. عندك " فاجاب بعدم توفر اي شيء .
نشير الى ان دولة الدكتور عبدالسلام توقف عند هذه النقطة وانتقل للحديث عن الدعوات التي تطالب بالمحاصصة في مجلس النواب حسب نسبة السكان فقال

ان الحديث عن التمثيل النيابي في الاردن والمطالبة بالمحاصصة حسب عدد السكان يعني حصول عمان على 70% من المقاعد وهو امر غير عادل وغير مقبول, فالعملية لا تقاس بعدد السكان ولا يمكن مقارنة الكرك بعمان من حيث طبيعة المنطقة وتوفر الخدمات فيها واظرب مثالا على ذلك ان نيويورك لها مقعدين في الكونغرس الامريكي وهو نفس الرقم الذي تحصل عليه الاسكا مع ان عدد السكان في نيويورك اضعاف عدد السكان في الاسكا ولا أؤيد اي تغيير على نسبة توزيع المقاعد النيابية .
وبعدها اخذ الحديث منحى آخر فقد وجه المذيع محمد الحباشنة والذي كان يحضر اللقاء بعض الاسئلة للدكتور عبد السلام وخصوصا فيما يتعلق بالعتاب الذي يحمله اهل الكرك على رجالتهم الذين وصلوا الى اعلى المراتب ولم يقدموا شيئا للكرك فقال الدكتور عبدالسلام
اتمنى لو ان الجميع قدم للكرك ما قدمته انا, فقد ساهمنا بتاسيس جامعة مؤتة وتم تشييد مبنى مستشفى الكرك على زمن حكومتي, وكنت وراء انشاء مركز اعمار الكرك, وحديقة حابس, وبيت الكرك, وثمة " مول " يتسع لثلاثة الاف, ومجمع الدوائر الحكومية, ومركز الشلل الدماغي, لا اعتقد ان احدا خدم الكرك اكثر مني .
وبعدها تحدثنا معه عن حكومته الاولى عام 1993 فالتصويت عليها كان وما زال الاكثر اثارة حيث انها نجحت بفارق صوت واحد فقال الدكتور عبدالسلام " ان السبب بذلك انني لا اعقد الاتفاقيات مع النواب قبل التصويت, واذكر ان البعض منهم طلب مني ان اعده بتلبية بعض المطالب الخاصة مقابل التصويت لي ورفضت ذلك .( الهية )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات