مجسم لقبة الصخرة تحفة فنية مهداة من عمان إلى القدس
المدينة نيوز:- المكان .. منتصف شارع الأمير محمد وسط العاصمة، والزمان منذ بزوغ الفجر وحتى غياب الشمس .. ومدة العمل عام ونصف بأكثر من 4300 ساعة، رسالة عظيمة وأهداف نبيلة ، كانت وراء انجاز مجسم غاية في الروعة لقبة الصخرة المشرفة في القدس الصامدة بكل شموخ في وجه المعتدين .
نظام نعمة، الذي أنجز هذا المجسم، وجّهَ سلاما وألف تحية للقدس وإلى قبة الصخرة المشرفة، ولأرواح شهداء الأقصى وللمرابطين في بيت المقدس، مقدما هديته ( مجسم لقبة الصخرة المشرفة ومسجدها ) لعمان والقدس .
لم يقف نعمة برسالته عند حدود المدينتين، فالمُجسم يهديه لكل عاشق لبيت المقدس وللقبة البهية، وللأرض الصبورة المباركة، ولكل من عمّرَ ورابط وجاهد واعتقل في سبيل القدس الشريف، وكل من سجد عند جنبات المسجد الأقصى وقبة الصخرة .
تعتبر قبة الصخرة أحد أهم أجزاء المسجد الأقصى المبارك، ومن أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية، وهي بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المُشرفة" التي عرج منها النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج.
يردد ولسان حاله يقول "لن يغلق باب مدينتنا "، وسنذهب اليها مسلمون ومسيحيون، من عمان في أرض الرباط، التي تضم تحفته الفنية، ليتم وضعها في مكان عام يتمنى أن يراه الجميع كي تبقى في قلوبهم دوما.
في كل يوم ينتظر وبكل شغف بزوغ الفجر حتى يصعد إلى سطح منزل العائلة في شارع الأمير محمد وسط عمان لانجاز عمله الذي نذره لارواح الشهداء والمرابطين في القدس الشريف ، حيث يمضي أكثر من ثماني ساعات يوميا ، وحلمه يتجلى أمامه بانجاز مجسم لقبة الصخرة المشرفة .
ولعل الصعوبة والحذر في الوصول إلى المجسم، يماهي الواقع في القدس الشريف ، إذ أن البناء القديم في شارع الأمير محمد ، يجعلك تصعد الادراج بحذر شديد للوصول إلى المجسم البهي ، كما الحال فيما يتعلق بصعوبة الوصول الى القبة المشرفة في القدس،جراء الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش التي تعرقل الوصول الى المسجد الاقصى وقبة الصخرة .
نظام نعمة ، المسيحي الأردني، لم تطأ قدماه القدس يوما ، تسافر روحه دائما إلى سماء القدس، وقلبه معلق بقبة الصخرة المشرفة ،"فإن لم أتمكن من زيارة القدس، إلا أنني حاولت بما وهبنى الله تعالى من قدرة فنية على تشكيل القبة من مواد مشابهة كالفسيفساء والرخام ، لتكون متاحة أمام من حرم رؤيتها أو الصلاة في مسجدها "،كما يقول.
المجسم يزن ستة أطنان ، بارتفاع يتجاوز الثلاثة أمتار بـ 80 سنتمترا ، ومصنوع من مواد مقاومة لكل عوامل الطقس ، بحسب نعمة ، فهو قابع هناك منذ حوالي عامين ، وشهد تقلبات طقس عمان بين حرارة الشمس المرتفعة وسقوط الأمطار والثلوج دون أن يظهر على المجسم أي تغيير .
وفي وصفه لدقة العمل يقول نعمة :" إن المجسم يحاكي الهيكل الحقيقي لقبة الصخرة ومسجدها بمقياس رسم 1 إلى 10 ، بشكله الثماني وبأبعاد ( 5 × 5 ) متر تقريبا ." كتب نعمه على أسطح القبة آيات من سورة يس بخط الثلث من الفسيفساء في أعلى المجسم من الخارج ، لتحيط بجدران القبة التي صنعها من النحاس الخالص ، وبشكل دقيق لا يحتمل الخطأ ، كما كتب آيات من سورة الاسراء بذات التقنية في دائرة القبة من الخارج كسوار يحيط بها ، كما هي في الواقع . يحتوي المجسم الذي يقبع الآن فوق أرضيات حديدية على 52 نافذة، وأربعة مداخل صنعها من الجرانيت.
يتأمل نعمة الذي لا يبدأ عمله يوميا إلا باحتساء قهوته الصباحية ،( ابنه العزيز ) ينمو أمامه ، حتى اكتمل وأصبح جاهزا بانتظار قرار من الجهات الرسمية التي خاطبها بنقله إلى المكان المناسب، فهو لا يستطيع تحديد مكان لنصب المجسم، وإن كان يتمنى أن يقيمه في ميدان الدوار السادس، فقد ارسل خطابات رسمية وبانتظار ردودها .
يقول نعمة إن سياحا ومواطنين يأتون المكان، لالتقاط الصور مع المجسم، مشيرا الى أن فتاة قدمت برفقة خطيبها لرؤية المجسم والتقاط صورة لهما، إذ اجهشت بالبكاء عند وقوفها بالقرب من القبة ، مستذكرة اهلها في القدس القديمة معتبرة أنها تقف أمام قبة حقيقة وليس مجرد مجسما لها.
يُذكر أن نظام نعمة يمتهن العمل بالديكور ، ولم يمارس مهنة الرسم أو الفنون واستطاع تنفيذ عمله، معتمدا على الموهبة وحدها .
بانتظار أن يوضع هذا المجسم في مكان عام، يوجه نعمة رسالة الى الجميع من مسلمين ومسيحيين للتعايش والتلاحم الاخوي بمحبة ، لان الدين واحد والرب واحد ، وحميتنا يجب ان تكون واحدة لمقاومة الاحتلال .
(بترا)