الشباب الاردني يتصدى للإرهاب بتمسكه بهويته الوطنية
المدينة نيوز:- دفعت التفجيرات الارهابية التي طالت ثلاثة فنادق في عمان في التاسع من تشرين الثاني 2005، الشباب الأردني لمواجهة الفكر المتطرف بكل عزيمة وقوة، متحصنا بموروثه الديني وهويته الوطنية وثقافته العربية وعاداته وتقاليده الطيبة للرد على الارهاب وما يحمله من فكر تكفيري.
ويرى شبان، أن الاردنيين وقفوا ضد الإرهاب؛ لأنه يمس الحياة التي كرم الله بها الإنسان، لذلك لم يستسغ الشباب مفهوم الارهاب ليكون أداة من أدواته للإلتحاق به خلافاً لكثير من شباب العالم الذي غرر بهم لأسباب دنيوية ودينية.
ويؤكدوا أن الإرهاب يزهق أرواحاً بريئة، اطفالاً وشباباً ونساء ورجالاً ومسنين، ويعيث في الارض فساداً وتدميراً للأوطان والبشرية على السواء، معتبرين أن التفجيرات التي تعرضت لها عمان قبل عشر سنوات، ما كانت تنطفىء نيرانها بتلك السرعة لو أنها وجدت بيئة خصبة من الشعب الاردني بكل مكوناته ومنهم الشباب، بل العكس، فقد كانت عمان في اليوم التالي من تلك التفجيرات، تسير على قلب رجل واحد في تحديها للإرهاب.
يقول الشاب محمد سالم الراشد" رغم كل ما يثار حول الإرهاب في وسائل الاعلام والحديث عنه في الندوات والمحاضرات، فإن الشاب الاردني يعد محصناً من هذا الفكر، لإيمانه بأن ديننا الحنيف يظل مرجعيتنا كمسلمين، كما ان الفكر الارهابي يتعارض مع كل ما دعت اليه الديانات السماوية الأخرى، ما يجعل هذا الفكر محصوراً في أذهان فئة باغية ومنبوذة، وأن استئصاله يتطلب محاربتها ومن يؤيدها أفراداً او مؤسسات او دولاً .
وتبين الطالبة الجامعية رفيدا قاسم، ان التربية البيتية قبل المؤسسة التعليمية سواء كانت مدرسة او معهد أو جامعة،أساس التحصين من الفكر الارهابي، وكذلك الفكر الثقافي والاعلامي المضلل، مشيرة الى ان الوعي الديني والتحلي بالخلق والحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة، جميعها مكنت الشباب من الابتعاد عن هذه المخاطر رغم الظروف الصعبة كالفقر والبطالة ووقت الفراغ التي يواجهها الشباب الاردني .
ويقول الشاب رافع صالح وهو خريج جامعي ويعمل كهربائي سيارات : لم ينجح الارهاب بتجنيد الشباب الاردني لأن مجتمعنا يرفض الترويع والقتل، ويحب السلام ، وربما ساعده في ذلك ارتباط العلاقة المجتمعية على صعيد الحي أو البلدة أو العشيرة والعلاقة الوظيفية، وبالتالي فإن النسيج الإجتماعي في كل مكوناته ودياناته وهويته الوطنية الجامعة.
ويدعو صالح الشباب والشابات الى رفض البطالة وذلك بالإقبال على أي عمل شريف مهما كان نوعه، ومردوده المادي، لتفويت الفرصة على حاملي الفكر المتطرف لإلحاق الشباب بهم.
ويؤكد أن الاردنيين وقفوا ضد الإرهاب،لانه ضد الحياة والتقدم والانسانية ويمس الحياه الكريمة للإنسان،لذلك لم يستسغ الشباب مفهوم الارهاب ليكون أداة من أدواته للإلتحاق به خلافاً لكثير من شباب العالم الذي غرر بهم لأسباب دنيوية ودينية.
ويقول رئيس المجلس الاعلى للشباب الدكتور سامي المجالي إن المجلس جهة معنية بمحاربة الارهاب، من خلال برامجه حول السلامة الوطنية، اضافة إلى العمل على الصعيد العربي والدولي في برامج واضحة وعملية باعتبار الارهاب لا حدود له .
ويشير الى ان المجلس يستهدف 65 الف شاب وشابة من خلال برامج أعدت مع الشباب المستهدفين وعلى مراحل، حيث انتهت المرحلة الأولى وسيتم تقييمها من قبل الشباب أنفسهم، كما اعدت لهذه الغاية ندوات بالمراكز الشبابية ومحاضرات ومناظرات ومسرحيات وأفلام عن الارهاب.
ويزيد تقوم مديرية التوجيه الوطني بإعداد البرامج مع الجامعات كون طلبتها يمثلون شرائح واسعة ويقبلون على الحياة العملية في مختلف مفاصلها ومواقعها القيادية، الى جانب الدور الذي يؤديه المجلس مع الأندية في توسيع المرافق الرياضية والشبابية لإبعاد الشباب عن الفكر المتطرف.
ويؤكد المجالي انه ومن خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات والحوارات لم يسمع شاباً اردنياً واحداً أبدى رايه في التعاطف او مناصرة او الدفاع عن الإرهاب حتى عند حدوث عمل ارهابي في بلد غير عربي او إسلامي، لا بل أن الشباب كانوا على الدوام يدينون ويشجبون مثل تلك الأعمال اللا إنسانية.
ويبين ان مشاركة المجلس على الصعيد العربي والدولي في اعداد برامج تحارب الارهاب، تمثلت في تنظيم" لقاء العواصم العربية" وهو لقاء ينظم سنوياً في عمان ويهدف الى ابراز دور الشباب العربي في خدمة امته وتحصينه ضد الإنزلاق في مفاهيم فكرية مضللة كالإرهاب او التعاطي مع مخاطر حياتية كالمخدرات وغيرها، وعلى الصعيد الدولي يتعاون المجلس من خلال اطار عربي في برامج تشاركية مع الاتحاد الأوروبي بعنوان "خطاب الكراهية والمواطنة".
(بترا)