شيطنة التدين

تم نشره الثلاثاء 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:59 صباحاً
شيطنة التدين
د.ديمة طارق طهبوب

في قراءة سريعة لبعض عناوين الاعلام الأردني في تغطية حادث قتل الجنود الامريكان في الموقر رصد الاعلامي محمد النجار ما يلي:

النقيب أبو زيد أدى العمرة و الحج و هو معروف بتدينه!

أدى صلاة الفجر قبل ان ينطلق الى عمله!

أدى صلاة الظهر جماعة في مركز التدريب ثم انطلق للمطعم حيث قتل جنديين امريكيين و جنوب افريقي!

كانت هذه بعض العناوين في حادثة خطيرة الاصل ان يمنع النشر فيها حتى ينتهي التحقيق و تظهر النتائج حتى لا تنتشر الشائعات التي تزيد الأمر تشويها في حادثة لها تداعيات سياسية داخلية و دولية! اما الداهية الاكبر فهي لغة التغطية و اقحام تفسيرات و دلالات يقصد بها شيطنة الدين و المتدينين في بلد نصف اهله على الاقل يصلون الفجر و يعتمرون و يحجون! فهل هم مؤهلون ليقوموا بذات العمل او شبيهه الذي يصنف في دائرة الارهاب؟ و الاخطر هل الدين و العبادات تحض على ذلك؟ ام ان النصوص الربانية قد تفهم فهما شيطانيا اذا وقعت على عقل تم مسخه من دعاة النار و الفتنة و الضلال الذين يحرفون الكلم عن مواضعه؟!؟!

لسنا في معرض تفسير سلوك الجاني الذي قد يظهر انتماؤه الى ما يسمى بالجماعات الدينية التي اختطفت الاسلام و شوهته و خدمت الاعداء خدمة عمرهم و يسرت لهم محاربة الدين مزيدا، مشكلتنا مع اعلامنا الجاهل او المتآمر الذي يطبل جهالة او عمالة للصور النمطية التي تربط بين الاسلام و الارهاب فتصبح عداوة العالم ليس مع الحركات القتالية فقط بل مع الدين ذاته و كل مظاهره و يحدث تنميط لصورة المسلم كما يقول الباحث أحمد سالم في كتابه صورة الاسلاميين على الشاشة" فيصبح اي مسلم عادي يمارس واجباته الدينية هو ارهابي محتمل يجب الخوف منه و مراقبته و يتم الربط بين مظاهر الاسلام من صلاة و لحية و حجاب و عفة و بين العنف و الإجرام!"

ان علينا ان لا نعتب على آلة الاعلام الغربي و سياسته الممنهجة في تشويه الاسلاميين ما دامت وسائل اعلامنا تتبع ذات النهج و لا تفسر الخطأ و الجريمة في سياقها بل تتعمد الخلط و التعميم و تحميل الجرم لأطراف أخرى.

ما زلنا نذكر المشهد التدريبي في المعرض العسكري الذي صور المرأة المحجبة ضمن عملية ارهابية و التبريرات و الترقيعات التي رافقته و ها هو الاعلام يعود لذات الكرة في اتهام الدين دون مراعاة للقدسية و الحرمة و مشاعر المواطنين!!

فأين مواثيق الشرف الاعلامي و محاسبة المتجاوزين ام ان الطعن في الدين يقع ضمن حرية الرأي و اين دور العلماء في توعية الناس برحمة الاسلام و رسالته العالمية و الفرق بين الدين و أخلاق و أعمال من يدعون اتباعه؟!

أي رسالة سيفهمها عامة الناس عندما يُقال لهم ذهب فلان فصلى ثم قتل جنودا في غير حالة حرب؟

ان القاعدة التي نعرفها و لا تأويلات مختلفة لها برغم أنف الاعلام المضلل هي "ان الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر" و ليس من منكر أكبر من قتل نفس بغير حق!!!

أين قوانين المطبوعات و النشر أم أن إطالة اللسان على الدين لا بأس فيها؟

(السبيل 2015-11-10)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات