الاقصى ياعرب
قال الرسول الاعظم لاتشد الرحال الا الى ثلاث... المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا...
نعم فالرسول قدم الاقصى على مسجده من هنا أوجد الهاشميون عقداً شرعياً وأخلاقياً بينهم والمقدسات الإسلامية التي كانت مهوى أفئدة أمة الإسلام، وكان حالهم مع القدس الشريف أولى القبلتين متلازما مع التأكيد دوما على تبنيهم لرسالتهم التي ناضلوا من اجلها وهي حرية الشعوب والحفاظ على كرامة الأمة، ومع قيام الدولة الأردنية ظلت الولاية الهاشمية على المقدسات العربية والإسلامية في مدينة القدس الشريف بمساجدها وكنائسها
وتاريخياً في مكة منذ سنة 8هـ/629م وحتى بداية القرن العشرين، ولم نشهد في التاريخ السلالي العربي مثل تلك السلالة التي ارتبطت المقدسات الإسلامية بالهاشميين فحفظوا لها مكانتها ونأوا بها عن خصومات السياسة.
واليوم ياعرض الاقصى الشريف للهجمه الهمجية وهاهي جامعة الدول العربية تدعو إلى ايجاد آلية دولية لحماية الفلسطينيين والمسجد الاقصى من المحاولات الاسرائيلية الهادفه الى تقسيمه.
مثلما عقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعاً على مستوى المندوبين في مقر الجامعة العربية، بناءً على طلب القيادة الفلسطينية وتأييد جميع الدول العربية لمناقشة واتخاذ الإجراءات حيال ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من عدوان إسرائيلي متواصل ومتصاعد على الفلسطينيين.
وأكد مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة جمال الشوبكي أن استمرار الانتهاكات الاسرائيلية ضدّ الفلسطينيين يُهدّد بـ"حرب دينية"، مطالباً بتدويل الصراع ليتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته لإنهائه.
وأكد أن فلسطين لا يُمكنها أن تلتزم بالاتفاقيات مع اسرائيل من طرف واحد بينما يُمعن الاحتلال بتقسيم الأقصى ناهيك عن قيامها بقتل الفلسطينيين العُزل، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع المجموعات الصهيونية على قوائم الإرهاب.
والسؤال أين هوالمجتمع الدولي من تمادي اسرائيل في انتهاك أبسط حقوق الانسان ألا وهي حرية المعتقد
فمما لا شك فيه أن رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة أثار غيظ اسرائيل لأنه يُشكّل خطوة ديبلوماسية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، وطريقا نحو تحقيق الاعتراف الكامل بدولة فلسطينية حرة مستقلة".
وهاهو مجلس الأمن الدولي، يدعو من جديد إلى الهدوء والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى في القسم القديم من مدينة القدس المحتلة الذي كان مسرحاً لمواجهات عنيفة خلال الايام الماضية.
حيث أعرب الأعضاء الـ15 في المجلس، في بيان، عن قلقهم العميق حيال تصاعد التوتر في القدس ودعوا إلى "ضبط النفس والامتناع عن القيام بأعمال أو إلقاء خطب استفزازية والإبقاء على الوضع القائم التاريخي (في المسجد) قولاً وفعلاً
وطالبوا بـ احترام القوانين الدولية وحقوق الانسان وحضّوا "جميع الأطراف على التعاون من أجل تهدئة التوتّرات وعدم التشجيع على العنف في الاماكن المقدسة في القدس
وبضرورة استعادة الهدوء، مؤكدين ضرورة الاحترام الكامل لقدسية الحرم الشريف، وأهمية الدور الخاص للأردن، وفقاً لمعاهدة السلام الموقعة عام 1994 بين الأردن وإسرائيل
والسماح للمصلّين بممارسة شعائرهم في سلام، بعيداً عن العنف والتهديدات والاستفزازات، وضبط النفس واحترام قدسية المنطقة، وزيادة التنسيق بين إسرائيل وإدارة الأوقاف في الأردن
وكان مندوب اسرائيل الدائم لدي الأمم المتحدة رون بروسر قد انتقد البيان ، واصفاً إياه بأنه إذكاء للنيران"، وحذّر من حدوث "انفجار في المنطقة وكانه كان يعرف ان الايام حبلى بالمفاجات
فصدى الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى في الوقت الحاضر لا تكاد تقارن بأصداء إحراق جزء من المسجد القبلي في آب 1969. وهي الجريمة التي أثارت غضب العالم الإسلامي آنذاك، واستدعت عقد القمة الإسلامية التي قررت إقامة «منظمة المؤتمر الإسلامي» التي كان الدفاع عن القدس أحد أهم أهدافها. ذلك أننا بعد مضي 50 عاماً على الحريق الأول لم نجد أثراً لغضب الدول الإسلامية، باستثناء بيانات الشجب والاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي بأن يتحمّل مسؤوليته إزاء الهجمة ا
وفي الواقع، إن جذور العنف في القدس أعمق وأكثر تعقيداً من كل تلك المزاعم الاسرائيليه . فعلى مدار عقود، ظلت إسرائيل تمارس خنقاً ممنهجاً للشطر الشرقي من المدينة. وقبل أن تعزل القدس عن بقية الضفة الغربية في العام 1994،
كانت القدس الشرقية تمثل شرياناً لحياة الفلسطينيين. ولم تكن مهمة فقط بسبب دورها الديني، وإنما كانت المؤسسات الفلسطينية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والطبية والخدمية الكبرى موجودة فيها.
وقد أُجبر الفلسطينيون الذين لم يتمكنوا من إيجاد فرصة عمل في القدس على البحث عن مكان آخر لذلك، علماً أن الإسرائيليين لدى علمهم بأن المواطن الفلسطيني لا يعيش بصفة دائمة في المدينة، يلغون إقامته مباشرة، ويرفضون عودته إليها، وقد تم إصدار أكثر من 14 ألف إلغاء إقامة بالفعل لذلك السبب.
وخلال العقود القليلة الماضية، صادرت إسرائيل أكثر من ثلث الأراضي الفلسطينية حول القدس لبناء مستوطنات لليهود فقط، وشبكة طرق سريعة تصلها بإسرائيل. ويعيش في هذه المستوطنات في الوقت الراهن أكثر من مئتي ألف مستوطن يهودي.
في الوقت ذاته، رفضت السلطات الإسرائيلية في القدس منح أي تصاريح بناء للفلسطينيين، وهو ما اضطرهم إلى بناء منازل جديدة من دون تصاريح لاستيعاب أعدادهم المتزايدة. وقد أصدر الإسرائيليون آلاف أوامر الإزالة ضد المنازل التي يعتبرونها «غير قانونية».
وخلال العقد الماضي وحده، أصبح أكثر من ألفي فلسطيني بلا مأوى في القدس بسبب عمليات الهدم.
ومما يزيد من تعقيد هذه الأوضاع، محاولات الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، بمساندة «الجمعيات اليهودية الأميركية»، مصادرة المنازل والممتلكات في قلب الأحياء العربية القديمة في القدس والمدينة القديمة لشغلها بمستوطنين متطرفين. وكثيراً ما تحدث عمليات المصادرة هذه تحت جنح الليل وحماية الجيش الإسرائيلي. وخلال السنوات الأخيرة، استوطن أكثر من 2000 متعصب مشاريع استفزازية بهذه الشاكلة. ولأنها تقع في قلب الأحياء العربية، وتحرسها قوات إسرائيلية، فقد أسفرت عن تعطيل كارثي لحياة الفلسطينيين اليومية.
ويمكن ملاحظة التأثيرات النفسية والمادية المصاحبة لذلك على الفلسطينيين في القدس الشرقية، فثلاثة أرباع سكان القدس يعيشون في الوقت الراهن تحت خط الفقر، ومعدلات البطالة بلغت زهاء 40 في المئة. ويواجه الشباب الفلسطيني المتعلم الاختيار بين القبول بعمل كنادل أو سائق تاكسي أو التخلي عن إقامته في القدس للحصول على فرصة عمل خارج فلسطين.
ويرى الشباب الفلسطينيون آباءهم في حالة من اليأس ويعرفون أن مستقبلهم - في أحسن الأحوال - يخلو من الوعد بحياة أفضل، وقد مهّد كل ذلك الساحة لتفشي العنف الحالي في المدينة والى محاوله اسرائيل تنفيذ مخططاتها الجهنمية