هل لدينا فريق اقتصادي؟

تم نشره السبت 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 04:03 صباحاً
هل لدينا فريق اقتصادي؟
حسن احمد الشوبكي

من يراقب أداء الحكومة في شقه الاقتصادي، يجد أن الأمور تسير كيفما اتفق. فهي (الحكومة)، من جهة، لا تملك رؤية للإنقاذ في هذا الظرف العصيب، إذ تحيط بنا الحروب من كل جانب؛ كما أنها، من جهة أخرى، تواصل السياسات ذاتها التي انتهت إلى مرحلة الفشل الحالية. وبين هذا وذاك، ثمة ارتجال وضعف لا يمكن فهمهما، إلا في سياق خلو الحكومة فعليا من فريق اقتصادي، قادر على إحداث الفرق أو مواجهة الأزمات على الأقل.
وبين كل تصريح حكومي وآخر، هناك تصريح عن مساعي الحكومة المديدة في جانب جذب الاستثمارات الأجنبية، بينما لم يقدم لنا أي مسؤول إجابة شفافة عن سبب وجود أكثر من ألفي مستثمر أردني في سوق العقارات الإماراتية؟ لماذا نغرق في البحث عن ميزات تنافسية في التحكيم والتشريعات ذات الصِّلة به، ونحن لم نتقدم خطوة لإزالة معيقات الاستثمار، وهي الأمر الذي اعترفت به الحكومة العام الماضي بكونها تتم على أيدي موظفي الحكومة والقطاع العام بشكل مزعج ومستمر، واعتبرت هذا الإعاقة المتواصلة أحد أهم الأسباب التي تؤدي الى هروب المستثمرين من الأردن.
إن المآلات التي انتهى إليها الاقتصاد بعد أكثر من ثلاث سنوات من عمر الحكومة الحالية تعتبر سلبية كيفما نظرنا إليها. فالمديونية تتخطى اليوم 32 مليار دولار، في ظل استمرار النهج المدافع عن التوسع في الإنفاق الجاري من خلال مزيد من الاستدانة والقروض.
وليست القضية هي المديونية وحدها؛ إذ لا يخبرنا المسؤولون عن سلامة اقتصادنا وعن أرقام الفقر والبطالة، وما الذي فعلت الحكومة عمليا لتقليص حدة الفقر وخطورته، فيما بؤر الفقر تخطت الثلاثين منطقة ومدينة وقرية. بل إن الفقر المدقع يتسع يوما بعد يوم.
أشك بأن لدينا فريقا اقتصاديا. وأشك أيضا بأن ما يجري في الإدارة الاقتصادية للدولة قادر على الوصول بنا إلى بر الأمان. صحيح أن الحكومة الحالية تمكنت من عبور مخاضات السنوات الماضية القاسية بشقيها السياسي والأمني، لكنها أخفقت كثيرا في إدارة الملفات الاقتصادية. فذاك العبور جاء بمزيد من الفقر والعسرة والتضييق، ومن خلال مديونية متورمة، ومسار اقتصادي لا أفق فيه لسنوات لاحقة.
ذات الخطاب الرسمي غير الواقعي في الاقتصاد والسياسة يتكرر على مسامعنا صباح مساء؛ فهناك رئيس وزراء سابق أيضا يبشرنا بأننا على مشارف مرحلة جديدة مع بداية العام المقبل! أي مرحلة وأي جديد، ونحن غارقون في ورطة مالية واقتصادية لا يعلم مخاطرها إلا من يئن تحت نارها؟!

(الغد 2015-11-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات