تفجيرات باريس
«داعش» تضرب في باريس وهذا أمر لم يكن مفاجئا، فالفرنسيون يتحدثون منذ مدة عن استهدافهم، وهذا يؤكد أن ثمة خلط جديد للأروراق في المنطقة.
فرنسا تتوعد برد قاس على داعش، وعند سؤالك كيف سيكون الرد وأين؟ لن تجد إجابة أدق من دخول فرنسي كبير على الحرب في سوريا والعراق.
داعش تملك أيادي قوية وتتمكن من اختراق المنظومة الامنية الفرنسية التي تعرف انها مستهدفة، وهذا يعني ان عواصم اوروبا كلها ستترقب وستعيش القلق كل لحظة.
لا يمكن عزل ما جرى في باريس عن تطورات الأحداث في سوريا؛ فداعش توجه رسالتها الى الجميع ان ثمة تعقيدات ستفرضها التفجيرات الاخيرة.
لاحظوا معي الامور بدأت بعد التدخل الروسي واستهلت بتفجير الطائرة فوق سيناء، ثم تفجير الضاحية الجنوبية، ومن ثم ما كان في باريس ولا ندري ما ستحمله الايام القادمة.
اذا التنظيم يخطط ويضرب بناء على ترددات الواقع العسكري في سوريا والعراق، ولا أدري أهي ضربات «مقفي» ام انها إعلان معركة تتقاطع فيها كل الاجندات.
ما جرى في باريس سيجعل الملف السوري اكثر سخونة، وقد تبدأ المعارك الكبرى هناك، وعليه يجب على الأردن التنبه وأخذ كل معاني الحيطة والحذر.
نعم علينا في عمان أن نكون أكثر حذرا، ولعلي أميل الى القول ان مسح الجوخ مع روسيا من أجل عدم البدء بمعركة الجنوب السوري قد لا يجدي نفعا بعد تفجيرات باريس.
ادرك ان الرسمي يحب قصة مكافحة الارهاب، لكنها اليوم بالقرب منا وعلى مرمى عصا من حدودنا، فلنراقب بشدة ونكون حذرين فقادم الايام صعب ومعقد.
(السبيل 2015-11-15)
