فلسطين اللبنانية ولبنان الفلسطيني!!

تم نشره الأحد 15 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 01:29 صباحاً
فلسطين اللبنانية ولبنان الفلسطيني!!
خيري منصور

ثلاثة احزمة انتحارية لم تستهدف ضاحية في بيروت فقط، بل استهدفت لبنان كله اولا بمختلف طوائفه وشرائحه الاجتماعية واللاجئين الذين يعيشون على ارضه، والحزام الذي تم ابطال مفعوله واحترق من كان يحمله لا يعادل فشله الا فشل المحاولة ذاتها في اخراج الاصابع الفلسطينية من القبضة اللبنانية واخراج الاظافر اللبنانية من الاصابع الفلسطينية فلبنان طالما كان اسما حركيا لفلسطين، احتضن ثوارها وقاتل حتى انتصر، لهذا كان لا بد من تجهيز مليون حزام ناسف لنسف العلاقة العضوية بين لبنان وفلسطين، فالدم تزاوج وتآخى، وطوبى لمن رسم ضفيرتين على عنق واحد إحداهما علم لبناني والآخر فلسطيني، وقد يتصور البعض ممن يقرأون سطح المشهد ان هذا الكلام فقد صلاحيته بعد ان اعلن العلاقمة وداعهم للعروبة وبعد ان استقالت الأظافر من اللحم، طواعية وبلا تعذيب . اذكره جيدا ذلك الفتى اللبناني الذي صاح على الشرفة في الفاكهاني وقفز منها الى فلسطين، كما اذكر ذلك الشاعر الذي اصطاد قلبه ببندقية صيد عندما رأى اول دبابة تعذّب شوارع مدينته بجنازيرها وخنازيرها ! يومها قال عنه محمود الفلسطيني، انه يصغي الى موجته الخصوصية بعيدا عن كل موجات الاذاعات العربية والعبرية وموجته هي : موت وحرية . اكثر من ثمانين جنسية استبدلوا هويات اوطانهم بهوية الارهاب والفلسطيني قد يكون احدهم كما هو العراقي والمصري والافغاني والفرنسي الى آخر القائمة، لكن تسليط الاضاءة الحارقة على الفلسطيني ان كان حقا فلسطينيا هدفه واضح . كما ان التوقيت واضح ايضا، ففي اللحظة ذاتها التي هجم فيها قطيع مستوطنين على مستشفى في الخليل كي يقتلوا رجلا متهما بالطعن انفجر الحزام الاول، وقتل اكثر من اربعين مدنيا واصاب المئات، واعقبه الحزام الثاني بعد خمس دقائق فقط بهدف قتل كل من هرعوا الى المكان، لكن الحزام الثالث الذي ارادوا تفجيره في الخليل وصيدا ونابلس وصور لم ينفجر ولن ينفجر، والذي ينفجر ويحترق فقط هو حامله مهما كانت جنسيته، فهو بلا جنسية على الاطلاق وبلا هوية ايضا كالرماد والفحم البشري الذي انتهى اليه . الان وفي ذروة هذا العماء وهذا الالتباس الذي يراد له خلط حابل المهد بنابل اللحد تتضاعف اعباء النخب العربية على امتداد التضاريس المنكوبة لكشف الحقائق كما هي ولتفويت الفرصة على الاحزمة التي تستهدف اوطانا وليس مجرد اشخاص فقط !!

(الدستور 2015-11-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات