رفع العلم الأردني على بواخر عراقية .. ومصادر عراقية تكشف عن الأسباب
المدينة نيوز - : قالت الشركة العامة للنقل البحري في العراق , أنها مضطرة الى رفع العلم الأردني بدل العراقي على بواخرها عند ابحارها خارج منطقة الخليج بسبب عدم ادراج العراق على اللائحة البيضاء من قبل المنظمة البحرية الدولية .
جاء ذلك بعد أعربت مصادر عراقية عن امتعاضها واستغرابها من مشاهدة باخرة عراقية حكومية ترفع على ساريتها الأساسية العلم الأردني عند مغادرتها ميناء أم قصر جنوب العراق .
ونقلت قناة السومرية عن مصدر ملاحي قوله : ان "الباخرة الحكومية العراقية (المثنى) غادرت قبل ايام ميناء أم قصر التجاري وهي تحمل على ساريتها الأساسية علم المملكة الأردنية، وهو مشهد اثار استغراب العاملين في الميناء من بحارة وربابنة ومهندسين بحريين"، مبيناً أن "ما يدعو الى الاستغراب أكثر أن الباخرة مسجلة في ميناء العقبة بدل ميناء البصرة، وهي سابقة غير مقبولة أن تتخلى الدولة عن حقها التقليدي في رفع علمها على بواخرها".
ولفت المصدر الى أن "الحكومة ينبغي أن تتخذ اجراءات لمنع هذه الحالة التي تسيء الى سيادة العراق"، مضيفاً أن "استبدال العلم العراقي بالأردني لا يشمل ناقلات النفط العراقية التابعة لوزارة النفط، إذ انها لا ترفع غير العلم العراقي عندما تجوب المحيطات والبحار وهي محملة بكميات هائلة من النفط الخام".
من جانبه، قال مدير الاسطول في الشركة العامة للنقل البحري مهدي علي عسكر في تصريحات لذات القناة إن "الشركة مضطرة الى رفع العلم الأردني على جميع البواخر العراقية التي تمتلكها عندما تكون خارج نطاق الخليج، إذ أن الباخرة التي ترفع العلم العراقي تكون عرضة للاحتجاز عندما تغادر منطقة الخليج"، موضحاً أن "ذلك يعود الى عدم إدراج العراق على اللائحة البيضاء من قبل المنظمة البحرية الدولية".
وأشار عسكر الى أن "العراق يقوم سنوياً بدفع أموال الى الأردن مقابل رفع العلم الأردني على البواخر العراقية", مضيفاً أن "حل المشكلة يتطلب من مجلس النواب المصادقة على عدد من الاتفاقيات والمعاهدات البحرية الدولية".
وأكد مدير الاسطول البحري في الشركة التي يقع مقرها العام في البصرة الى أن "العراق عندما يرفع علمه على بواخره فإن ذلك يعزز من معنويات الطواقم البحرية العاملة فيها"، معتبراً أن "البواخر تعد بمثابة سفارات متنقلة لدولها".
في السياق كشف مصدر في وزارة النقل, الاثنين, عن اسباب رفع العلم الاردني فوق البواخر العراقية, وفيما بين ان ذلك جاء لعدم دخول العراق بمذكرات التفاهم الدولية البحرية, اشار الى ان سبب اختيار هذا العلم هو لوجود اتفاقية منذ 2002 بين البلدين بهذا الشأن.
وقال المصدر ان "هناك عدة اسباب تمنع رفع العلم العراقي فوق بواخرنا", مبينا ان "من تلك الاسباب هو لعدم دخول العراق ضمن كل مذكرات التفاهم الدولية البحرية مثل مذكرة السعودية ومذكرة الهند ومذكرة البحر الاسود وغيرها من مذكرات عالمية دولية بحرية".
واضاف المصدر الذي"على سبيل المثال, فقد غادرت اليوم احدى البواخر العراقية وهي الباخرة المثنى الى الهند, فاذا كانت تحمل العلم العراقي لايسمح لها بدخول الميناء الهندي", مشيرا الى ان "موانئنا غير مسموح لها ان تمنح اجازة الملاحة البحرية الدولية, كونها ليست بالقائمة البيضاء ولا بالقائمة السوداء ويطلق عليها (unwhite list)".
وتابع المصدر ان "ناقلات النفط العراقية الحكومية تذهب الى موانئ دبي ولاتدخل الميناء"، لافتا الى "انها تقف على مسافة عشر اميال عن الميناء، وتتم عملية تفريغها بطريقة (sts) اي (ship to ship)، بمعنى تتطابق سفينة على سفينة اخرى ويتم التفريغ".
وبين المصدر ان "سبب اختيار العلم الاردني دونا عن غيره، لوجود اتفاقية قديمة بين العراق والاردن منذ عام 2002 للعمل تحت مظلة العلم الاردني لضمان التأمين والاجازة الملاحية وشهادات البحارة كون اكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية لم تزل تحت مسمى غير البيضاء".
واكد المصدر ان "وزير النقل باقر الزبيدي على اتصال منذ تسلمه منصبه، بهيئة التصنيف الدولية (BV) حول المتطلبات لغرض احالتها الى الوزارة ثم الى مجلس الوزراء".
يذكر ان الشركة العامة للنقل البحري اكدت, في 14 تشرين الثاني 2015، أنها مضطرة الى رفع العلم الأردني بدل العراقي على بواخرها عند ابحارها خارج منطقة الخليج بسبب عدم ادراج العراق على اللائحة البيضاء من قبل المنظمة البحرية الدولية.