تعجيز
المدينة نيوز - خاص - كتبت داليدا العطي - : دسترة، فك إرتباط، وطن بديل، بيان الستين، نقابة معلمين، شرطة تضرب ملازم طيار، حرامية بتسرق البلد، هايبرد، ارتفاع سعر البنزين، إنخفاض سعر السنيد، سحب جنسيات، تعيينات، مياومات ومكآفات والكثير الكثير.
بالمقابل إطلع وقف، إحكي، اخرس، اسكت، شوبفهمك، طنش، إشغلهم بالمواضيع وإشارات وخطوط حمراء قبل أن يعودوا وينشغلوا بك، ويتحدثوا عن تعديل أو تغيير، أو قانون إنتخاب لم يتم أو كتاب تكليف لم ينفذ، شاغلهم بأي قضية، فهذا الشعب، كلما قمت بتعجيزه أكثر كلما سيطرت عليه أكثر، خليه "ملخوم " مش عارف، يحكي والإ يسكت، يمشي والإ يوقف، لاعبه على أول حبل وإذا تعب، ما عليك، عندك لسه ست إحبال وسبع جبال وثلث اربعطعشر حكاية في الدرج.
لماذا التعجيز، لماذا الصمت الطويل، ما حالة التأمل التي تعيشها الحكومة؟ فبعد ما استنزف التعليم بالأردن بسبب مطالبات المعلمين، وخرب نص الجيل، ولولا أن جلالة الملك شدد على إيجاد علاج فوري وجذري، لما قالت الحكومة كلمة واحدة.
لماذا الإصرار على الخشوع الطويل في بيان الستين ودسترة فك الإرتباط، لماذا الشعب يترك تماما في حالة تشويش؟ وليس هناك مشاركة ونقاش بين الحكومة والناس، خاصة في ظل غياب مجلس النواب، وفي ظل صدور البيانات المتلاحقة، والله يعلم من يحضر مفاجأة جديدة أو بيانا جديدا.
لو كان دولة الرئيس اليوم، على مقاعد الشعب، وراح يراقب ما يحدث من وجهة نظر الطرف الآخر، الا يتبادر لذهنه أن هناك صمتا مطبقا أدى بشكل مباشر إلى التشويش ويظهر أنه في النهاية نوع من التعجيز.
لقد فعلتم بنا كما فعلت هذه الإشارة بسائقي الحافلات . تماما .