خطبة الجمعة المقترحة : التطرف والارهاب عدو الحضارة الانسانية
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 20/11/2015 م ، والتي حملت عنوان : التطرف والارهاب عدو الحضارة الانسانية .
وتاليا محاور الخطبة :
• اعتنى الإسلام عناية كبيرة بنشر الأمن والأمان في المجتمع الإنساني كلِّه، واعتنى كذلك بمحاربة كلِّ أشكال العنف والإرهاب؛ لأنها تتنافى مع المعاني السامية والأخلاقيَّات الرفيعة التي حثَّ عليها الإسلام في التعامل بين البشر جميعًا – مسلمين وغير مسلمين – فربُّنَا تبارك وتعالى هو القائل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرَ تطبيق لهذه المعاني والقيم.
• إن العالم اليوم يخوض قضية أقلقت المجتمعات، وأثارت حفيظتهم، وولّدت لديهم إفرازات، إنها قضية الإرهاب والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل. (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد اللهَ على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسدَ فيها ويُهلكَ الحرثَ والنسل والله لا يحب الفساد) ومن هنا لا بد من التأكيد على أن الإرهاب شرّ يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه وبواعثه، عانت منه دول، وذاقت من ويلاته مجتمعات بدرجات متفاوتة، الإرهابيون يرتكبون جرائم فظيعة عندما يُقدِمون على قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، ويفسدون في الأرض. الإرهاب شر كله: خراب وأحزان وفساد. ومرتكب الإرهاب منحرف التفكير، مريض النفس، ومن ذا الذي لا يدين الإرهاب ولا يمقته ولا يحذّر منه، الإرهاب يخترق المجتمعات، وينتشر بين الأعراق والجنسيات والأديان والمذاهب، وقد تجاوز مصالح الدول والمجتمعات والمؤسسات والأفراد، وتجاوز الحدود وتوجيهات الشرائع.
• الإرهاب لا يعرف وطناً ولا جنساً، ولا ديناً ولا مذهباً، ولا زماناً ولا مكانا، المشاعر كلها تلتقي على رفضه واستنكاره، والبراءة منه ومن أصحابه، فهو علامة شذوذ، ودليل انفراد وانعزالية، يجب على كل عاقل بغض النظر عن جنسيته أو ديانته، أو لونه أو هويته، أن يعلن الحرب على الإرهاب الغاشم الظالم. والمسلم حين يُدين الإرهاب، فإنه لا يستمدّ موقفه هذا وإدانته تلك من إعلام الإثارة والتهويل، ولكنها إدانة من مسلم منطلق من إسلامه الذي يمنع قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، قال تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بالْحَقّ)، وقال سبحانه: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاًً) [المائدة:32].
• الإسلام يؤكد على حماية المدنيين الآمنين وعدم ترويعهم أو ايذائهم، لقد قدّمت عصابات الإرهاب والتطرف للعالم صورةً قاتمة عن الإسلام وأهله، فهم والله ما نصروا الإسلام، بل أثّروا على مصالح المسلمين ونفّروا من الدين، حتى اصبح الكثير من الناس يخافون من الاسلام وأهله. وضيّعوا على الأمة فُرصًا كبرى في الدعوة إلى دين الله، فكم تضرَّرت أعمالُ الدعوة وضُيِّقت المجالاتُ الخيرية والإغاثية، يدعون أن عملهم لله وأن جهادهم نصرة لدين الله والواقع يثبت عكس ذلك، قال تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام).
الخطبة الثانية:
• يعتبر التعداد السكاني ركيزة للتخطيط المتكامل والتنمية الشاملة ذلك أن تقدير الأمور قبل أوانها، وحساب الأشياء قبل وقتها، أمر مطلوب، يسهم في زيادة الفائدة وتقليل الضرر والخسارة، فالنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى، حين أراد أن يعرف عدد المشركين، فسأل أحد رعاتهم، قال له عليه الصلاة والسلام: كم تنحرون من الإبل كل يوم فقال الراعي بين التسع والعشر، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن عددهم بين التسعمائة والألف فكانوا كذلك، وكلما كان التقدير صحيحا، كلما أصبحت النتيجة مطابقة للمطلوب، وقد اعتنت الدول والحكومات منذ زمن بعيد، بالدراسات والإحصاءات، التي تعينها في وضع النقاط على حروف المستقبل، وتسيير أمور التنمية والتطوير على أسس سليمة، ومعايير صحيحة. لقد اعتمدت الحكومة خططا خمسية وعشرية، تنفذ فيها المشاريع التنموية، وكل هذ الدراسات والإحصاءات، من أجل تسهيل أمور الحياة، فالمواطن هو الركن الأساسي في الحياة، وهو الذي تقوم على كاهله مصالح الحياة كلها.
• حثّ الإسلامُ على التعاون بكل صوره وأشكاله عملاً بقوله تعالى: (وتعاونوا على البرِّ والتقوى). وبمقتضى الآية الكريمة ندعو جميع المواطنين التعاون مع موظفي دائرة الإحصاءات العامة وتقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة لهم. علماً بأن هذه المعلومات المقدمة لغايات إحصائية تُسهم في نهضة الوطن وبنائه ورقيّ المجتمع ولا تشكّل أيَّ ضرر على المواطنين ومعيشتهم.