القطامين : معدل البطالة 11.9%
المدينة نيوز - : اكد وزير العمل الدكتور نضال القطامين اننا اليوم نكمل ما بدأناه مطلع العام 2013 حين انطلقت المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتشغيل برعاية ملكية سامية، ثم تبعتها المرحلة الثانية؛ فالثالثة، وصولا إلى المرحلة الرابعة التي انطلقت مطلع الأسبوع الحالي، وتحمل في جعبتها نحو 14 ألف فرصة عمل، وأكثر من 12 ألف فرصة تدريب بقصد التشغيل، ضمن أحد عشر قطاعاً، وبمشاركة نحو 360 شركة من مؤسسات القطاع الخاص.
وأضاف: لعل ما يميز هذه المرحلة عن سابقاتها، أننا تمكنا خلالها من إيجاد الأساليب والطرق الكفيلة بمتابعة الباحث، والتحقق من استمراره في عمله بعد حصوله على وظيفته، وتوفير خدمات الإرشاد المهني له، ووسائل النقل من المحافظات والمناطق النائية، مع زيادة التركيز على تشغيل الإناث والأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال " لقد استطعنا خلال السنوات القليلة الماضية أن نمضي قدما على طريق الحد من معدلات الفقر والبطالة، رغم تداعيات الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها المنطقة من حولنا، لاسيما أزمة اللجوء السوري " .
واوضح الدكتو القطامين ان المتتبع لمؤشر البطالة يلحظ تراجعا سنويا لها، بمعزل عن التذبذب الفصلي الذي قد يتأثر أحيانا بالعديد من المتغيرات المؤقتة، كفصول التخريج الجامعي، وما يسفر عنها من تفويج لأعداد كبيرة من الباحثين الجدد، ثم لا يلبث أن يتراجع المؤشر مجددا، تحت التأثير المباشر لحملات التشغيل والتدريب بقصد التشغيل مؤكدا ان لا حل اليوم لمشكلة البطالة دون مضاعفة التدريب لغايات التشغيل ومأسسته على الوجه الذي يحتاجه سوق العمل.
واشار الى انه وفي إطار زيادة حجم التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، افتتحت وزارة العمل مؤخرا مكتبا لها في نقابة المقاولين،ومكاتب تشغيل مماثلة في غرفة تجارة عمان، وغرفة تجارة الزرقاء، واتحادِ العمال، ويجري العمل على استحداث نوافذ تشغيل أخرى في الصندوق الأردني الهاشمي، ونقابة المهندسين.
ولفت القطامين الى ان الوزارة دعمت بالمال والخبرات اللازمة العديد من مبادرات وبرامج التشغيل والتدريب بقصد التشغيل، ولعل مبادرة الفروع الإنتاجية تعد أنموذجا رائدا في هذا المجال، حيث بات لدينا اليوم 16 فرعا إنتاجيا يشغل أكثر من 3500 فتاة، وقد رصدنا المخصصات اللازمة لإنشاء نحو 30 فرعا آخر في المحافظات والمناطق النائية لتوليد نحو 11 ألف فرصة عمل، مع التركيز على الإناث.
واكد ان المراحل السابقة من حملات التشغيل نجحت في توفير نحو 65 ألف فرصة عمل، عبر ثلاثة معارض وظيفية على مستوى المملكة، وسبعة معارض سنويا على مستوى المحافظات، فضلا عن المعرض الدائم في العبدلي، وتمويل المشاريع التدريبية المنتهية بالتشغيل، بالتعاون مع صندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني، ومؤسسة التدريب المهني، والشركة الوطنية للتشغيل والتدريب، إضافة إلى التشغيل خارج المملكة من خلال المكاتب الخاصة والمستشارين العماليين.
جاءا هذا خلال زيارة دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور اليوم الخميس لفعاليات الحملة الوطنية للتشغيل في مرحلتها الرابعة التي تنظمها وزارة العمل بالتعاون مع القطاع الخاص.
وتاليا نص كلمة وزير العمل :
بسم الله الرحمن الرحيم
دولةَ الدكتورْ عبد الله النسور رئيسَ الوزراءِ الأفخمْ
أصحابَ المعالي والعطوفةِ والسعادةْ/
السيدات والسادة الحضور الكرام/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ صدق الله العظيم (سورة الملك: 15).
تحيةً لهذا الصباحِ اللائقِ بالمجدْ، للأردنِّ وقد علا شأنُه، للملكِ الهاشمي عبدِ الله الثاني بن الحسينْ وقدْ حازَ المجدَ بكلِّ أطرافِهْ: نخوةً وشجاعةً وفروسيةْ، الفُ تحيةٍ لهُ وهو يقرأُ من تاريخِ أجدادِه، مبادىءَ الحقِّ والعدلْ، تحيةً له وهو ينامُ مِلءَ جفونِهِ عن شَواردِ الاقليمِ والعالمْ، بينما يسهرُ غيرُهُ جَرَّاها ويختصمُ، تحيةً لسعيهِ بين الأمصارْ وفي مناكبِ الدنيا يحملُ معه صورةَ الاسلامِ السمْحَة، ومبادىءِ النهضةِ العربيةِ الحديثةْ التي أَرْسَتْ قِيَمَ الحريةِ والعدالةِ وحقوقِ الانسانْ، ويؤكِّدُ على الدوامْ أنَّ الاردنَّ سيكونُ في طليعةِ قتالِ الذينَ يريدون النَيْلَ من قيمِ العيشِ المشتركْ ومن جسورِ الثقةِ التي تقومُ عليها أسسُ المنَعَة والازدهارْ.
وأهلاً وسهلاً بدولةِ الرئيسِ الجليلْ، الذي ما كانَ يوماً الا الأردنيِّ النبيلْ، الذي وَثِقَتْ بهِ الناسْ وَوَثِقَ بهِ جلالةُ القائدْ، فأنفذَ بكلِّ جدارةٍ واقتدارٍ واحترافْ مسيرةَ حكومةِ جلالةِ الملكْ في طريقٍ شائكٍ صعبْ، مُضْفِياَ عليها نَكْهَتَهُ السياسيةِ الاقتصاديةِ الحكيمةْ، تلكَ التي خَبِرَها في شخصِ دولتِهِ الكريمْ منْ عرفَهُ موظفاً ونائباً ووزيراً ورئيسَ حكومةْ.
دولةَ الرئيسِ
اليومَ يَحْضُرُ الوطنُ هنا، يَحْضر أبناؤُه وبناتُه، تاريخُه العريقْ ومجدُه، قواعِدُه الأولى التي تأسستْ عليه دولتُه الحديثةْ في الحريةِ والعدالةْ، بينما تغيبُ ثقافةُ العيبْ التي أبقتِ الناسَ في سنينَ عجافٍ كثيرةْ، وبَنَتْ أمامَهم عوائقَ أكثرْ، منعتهم لسنينَ طويلةٍ من البحثِ عن طريقٍ للحياة، ومكانٍ جميلٍ يُطِلّونَ منه ويقولون أننا بناةً لهذا الوطن، في صفِّ واحد مع جنودِهِ في الخندقْ.
دولةَ الرئيس
الحضورَ الكرام
لن يعترضَ أحدٌ إذا ما قلنا أنَّنا أمامَ مرحلةٍ استثنائيةْ فيما يتعلَّقُ بسوقِ العملْ، ومؤكدٌ أن الجميعَ يعرفُ ما يتجاذبُ هذا السوقْ من إرثٍ معيقِ للعمالةِ الوافدةْ غيرِ المرخصةْ، ومن تدفقٍ هائلٍ للعمالةِ العربية التي شكّلت قُوامَها موجاتُ اللجوءْ عبرَ العقودِ الطويلةِ في عُمرِ الدولةِ الأردنية، وفي الوقت الذي رأى العالم كلُّهُ كيف ضاقتْ أوروبا ببضعةِ آلافِ لاجىءْ، كانت المملكة الأردنية الهاشمية تفتح ذراعيها لكل المكلومين بالرُغمِ من شُحِّ الموارد، فرَحُبَتْ بمئاتِ آلالافِ منهم، وقاسَمَتْهُم الخبزَ والماءَ وما احتواه القِدْرْ، فضلاً عن مُخرجاتِ التعليم التي تدفعُ بالآلافِ الى السوقِ كلَّ عامْ، لتشكّلَ جميعُها معادلاتٍ مختلّةْ في سوقِ العملْ.
وأمام هذا الملفِّ الشائكْ، لم يكن بوسع الحكومة ووزارةُ العمل، سوى أن تَجْتَرِحَ بديلا. بَيْدَ أنَّهُ لمْ يَكُن من السهلِ أبدا استحداثُ فرصِ عملٍ بشكلٍ عامْ، فالواقعُ الاقتصادي في القطاع الخاص، يواجه تحديات كثيرة، هنا وفي دولِ الاقليم التي شهد بعضها ربيعاً بنكهةِ الشتاء، وباتَ صعباً على هذا القطاعْ، الاستمرارُ بوتيرةِ الإنتاج ذاتِها مدفوعاً بالوضعِ السياسي الأمني القلقْ، فضلاً عن إصلاحاتِ الجهازِ الحكوميِّ المتخمْ التي فَرَضَتْ وقفَ التعييناتِ فيه. إزاءَ ذلك كلِّه، كانَ واجباً على وزارةِ العمل، إلتقاطُ الإشاراتِ الملكيةِ الساميةِ، بوجوبِ الإتجاه نحو منحىً آخر، يستوعبُ التغيَّرَ الكبيرْ في حجمِ القوى العاملة، سواءٌ ما كانَ منها من مُخرجاتِ التعليمِ أو من العمالةِ العربيةِ التي قَدِمَتْ عبرَ العقودِ للأردنّْ لظروفٍ وأسبابٍ كثيرة، فابتدرَ مجلسُ الوزراءِ الموقرْ حزمةَ إجراءاتٍ وقراراتٍ من شأنِها تحفيزُ البيئةَ الاستثماريةْ في المملكة، وفتحِ آفاقٍ جديدةْ نحوَ إعادةِ مكتسباتِ التنميةْ في المحافظاتْ بإقامةِ المدنِ الصناعية ومنحِ المستثمرينَ فيها حوافزَ تشجيعية، مما سيُحْدِثُ فرقاَ واضحاَ في زيادةِ النمو الاقتصادي ويفتحُ أبوابَ استحداثِ فرصِ العملِ في هذه المحافظات.
ووفقاً للإحصاءات الرسميةْ، فإنَّ مؤشرَ البطالةِ الربعيْ يرتفعُ وينخفضْ تِبْعاً للعديد من المتغيرات المؤقتة ، كفصول التخريج الجامعي ، وما يسفر عنها من تفويج لأعداد كبيرة من الباحثين الجدد ، ثم لا يلبث أن يتراجع المؤشر مجدداً، وعليهْ فإنّ معدلَ البطالةِ الذي يُعتمدُ في تحليلِ أثرِ التغيّراتِ في سوقِ العملْ هوَ المعدلُ السنويْ، وهو الذي تُجريهِ دائرةُ الاحصاءاتِ العامةْ نهايةَ كلِّ عامْ ويعكسُ الحجمَ الطبيعيْ للبطالةْ والآثارَ الحقيقيةْ على سوقِ العملْ ، وقد بلغَ المعدلُ السنويْ للبطالةِ نحو 11.9% وفقاً لمسحِ العمالةِ والبطالةْ لعام 2014 الصادرِ عن دائرةِ الإحصاءاتِ العامةْ، مسجلاً أفضلَ رقمٍ له في العشر السنوات الماضية، ومخالفاً لكل الوقائع. وعلى الرغمِ من ذلكَ كلِّه، فإنَّ نسبَ البطالة ما زالتْ عالية، وأن الخريجين الجدد ما زالوا يواجهونَ العديدَ من العراقيلِ التي تمنعهم من الانخراطِ في سوق العمل، من أبرزها غياب المواءمةِ بين مخرجاتِ التعليم ومتطلباتِ سوقِ العملْ ومحدوديةِ وانخفاضِ فرصِ العملِ المستحدثة، فضلاً عن انخفاضِ مستوىَ الكفاءةِ والمهارةِ لدى العديدِ من الخريجين الجُددْ، وتستمرُّ البطالةُ تِبْعاً لذلك في تشكيلِ همٍ وطني يُلقي بظلالهِ على الشبابْ، فيما ستِستمرُّ الوزارة في الاجراءاتِ التي تعيدُ لسوقِ العملِ موقِعَه القويم، في مكافحةِ البطالة والاستمرارِ باستحداثِ فرصِ عملْ، وبالاتجاهِ نحوَ التدريبِ المهنيْ والتقني كسبيلٍ مميّز في الدخولِ الى السوقِ واستبدالِ العمالةِ الوافدةْ بأخرى أردنيةٍ مدرّبةْ، على ضَوْءِ توجيهاتِ جلالةِ الملكْ ومجلسِ الوزراء الموقّر بتوجيهِ العاطلينَ عن العمل نحوَ القطاعِ الخاص، في حملاتٍ وطنيةٍ للتشغيلْ تفتتحُ دولتُكم اليومْ رابعها.
دولةَ الرئيس،
أشكُرُكم على رعايتِكم الكريمة لهذا الجُهْدِ الوطنيّ الرائدْ، وأكرّرّ الشكرَ لمؤسساتِ القطاع الخاص على مشاركتها الفاعلة، سائلاً العليَّ القدير أن يحفظَ وطننَا وشعبنَا، ويحفظَ جلالةَ الملكِ المعظم، ولتسمحْ لي دولةَ الرئيسْ أن أتركَ الحديثَ في تفصيلاتِ الحملاتِ الوطنية بإيجازْ لعطوفةِ الأمينِ العامْ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته