الحقد في زمن الكوليرا

تم نشره الجمعة 20 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:39 صباحاً
الحقد في زمن الكوليرا
هادي جلو مرعي

عندما تمطر السماء، ولايكون هناك تصريف لمياه الأمطار، وتكون البنية التحتية متهالكة كما هو الحال في بغداد فإن الشوارع الممتدة تشبه الأنهار، والساحات العامة تكون كالبحيرات، والحفر كالغدران التي تتجمع فيها المياه، لكن الفرق إن هذه المياه تتحول الى أطيان وقاذورات ومكمن للأمراض الخطرة كالكوليرا التي تمر بالعراق زائرة حائرة أي هدف تضرب حتى صار عدد الذين أصيبوا من مواطنينا ألفا شخص مسكين، والعدد مرشح للزيادة، فوزارة الصحة غير قادرة على تسيير شؤونها نتيجة الظروف المحيطة بها، وليس لسوء النية.

تتهدد الكوليرا دول جوار العراق كسوريا والأردن والكويت وإيران خاصة عند إنتقال المسافرين بين هذه البلدان، وإمكانية نقل المرض عبر الحدود البرية والمطارات والموانئ، وتخشى عواصم الجوار من تحول المرض الى وباء إقليمي قاتل، وتعزز فرص إنتشار الكوليرا غزارة الأمطار التي تسقط من أسبوع لآخر في العراق، وهي خشية عبر عنها مسؤولون سياسيون وصحيون في العراق الذي يعاني من إرتباك أمني وضعف في الخدمات التي تقدمها الحكومة لمواطنيها العاجزين.

لاتتوفر النية الصادقة عند جهات مسؤولة عن الخدمات، وبسبب الفساد وسوء التخطيط صار طبيعيا أن نشهد إنهيارا في البنى التحتية وتضاعف حالات الإصابة بالأمراض المعدية، عدا عن الأمراض التي تشكل خطورة على الصحة العامة نتيجة الحروب ومخلفاتها كالسرطانات التي ضربت مدن عراقية عدة، والأدهى أن حتى المستشفيات غرقت بمياه الأمطار، وتحولت ممراتها الى مجار سطحية.

يبدو المسؤولون العراقيون غير جادين في عملهم، وبعضهم صار يعلن يأسه، فالفوضى العارمة التي تضرب العراق تجعل من الصعب على الأفراد أن يضعوا إستراتيجيات واضحة تمكنهم من التخطيط المنظم، وإنجاز مشاريع بنى تحتية في مجال الصحة والتربية والتعليم والخدمات العامة التي هي أساسية في تمكين المجتمع من مستقبله. ويبدو الحقد قد تمكن من النفوس، فصارت المنافسة السياسية بديلا عن الشراكة وهذه المنافسة من شأنها أن تقودنا الى مواجهة مرة تدفع الى ممارسة نوع من التسقيط السياسي عبر وسائل الإعلام ورمي الكرة في ملعب الخصوم وتحميلهم المسؤولية، بينما العراقيون شركاء في الجريمة التي قتلت بلدهم يقودهم إليها الحقد في زمن الكوليرا.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات