برنامج اختياري أم ضروري؟

تم نشره الأربعاء 25 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:58 صباحاً
برنامج اختياري أم ضروري؟
د. فهد الفانك

جرت في وزارة المالية والبنك المركزي منذ أيام مفاوضات تمهيدية ودية مع صندوق النقد الدولي حول برنامج إصلاح اقتصادي جديد للسنوات الثلاث 2016-2018 ومن المرجح أن يتم الاتفاق عليه في الزيارة القادمة للصندوق في شهر كانون الثاني القادم.

رئيس الحكومة وصف الدخول في هذا البرنامج بأنه اختياري وهذا صحيح بأحد المعاني ، ولكن آخرين يرونه اختياراً ضرورياً.

البرنامج اختياري من حيث أن الأردن ليس مضطراً للجوء إلى الصندوق كما حدث في الماضي ، فهو لا يواجه أزمة عملات أجنبية ، ولم يتأخر في تسديد أقساط وفوائد قروضه في مواعيدها ، ولا يطلب إعادة جدولة قروضه الأجنبية مما يحتاج لدعم الصندوق.

ولكنه برنامج ضروري من حيث أن الاقتصاد الأردني ما زال يواجه تحديات كبيرة ، وفي المقدمة ، عجز الموازنة العامة ، وارتفاع المديونية ، والبطالة العالية ، وهبوط معدل النمو الاقتصادي ، والحاجة لإصلاحات هيكلية ترفع كفاءة الاقتصاد ، وتحسّن مناخ الاستثمار ، وترفع منسوب التنافسية.

إذا لم يكن هذا كافياً فإن الاقتصاد الأردني منفتح على العالم الخارجي، ويحتاج لتعاون وثقة الدول المانحة والبنوك الدائنة. وفي هذا المجال فإن متابعة الصندوق لتطورات الاقتصاد الأردني عن كثب، وشهادته بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، وأن الحكومة جادة في عملية الإصلاح، أمور في غاية الأهمية.

البرنامج الجديد سوف يعتبر 2015 سنة أساس، وسوف تبداً فعاليات البرنامج في 2016، إلا أن إعداد موازنة السنة القادمة سلفاً يثير سؤالاً حول ما إذا كانت الموازنة ُتجسد توجهات برنامج السنة الأولى.

في هذه الحالة نستطيع الاستنتاج إن البرنامج الجديد لن يأتي بمفاجآت، فأرقام الموازنة واتجاهاتها تقع تحت باب الاستمرارية، ولا يبدو أنه كان للصندوق دور في إعداد مسودة الموازنة.

البرنامج القادم سوف يرّكز على تحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل، واجتذاب الاستثمارات، والسيطرة على عجز الموازنة والدين العام.

حتى لو تحققت أرقام الموازنة العامة للحكومة المركزية والوحدات الحكومية المستقلة فسيظل هناك عجز (قبل المنح) لا يقل عن 2ر1 مليار دينار (7ر1 مليار دولار) مما يجعل موازنة القطاع العام معتمدة إلى درجة كبيرة على المنح الخارجية والاقتراض، وهي مصادر غير مضمونة تحت جميع الظروف، مما يجعل برنامج إصلاح جدي اختياراً ضرورياً.

(الرأي 2015-11-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات