تبادلوا القبل يرحمكم الله!!

تم نشره الخميس 26 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:54 صباحاً
تبادلوا القبل يرحمكم الله!!
د. ديمة طارق طهبوب

نقل الدكتور مصطفى محمود في كتابه(الشيطان يتحدث) أن يواخيم دريسن الألماني أسس في التسعينات حزب الجنس ودعا في وسائل الاعلام الرسمية الى التعليم الجنسي، وتبادل الازواج (الزواج المشاعي) المعروف ب swinging والشذوذ! وفي الوقت الذي كانت طروحاته في مطلع القرن الماضي غريبة بعض الشيء، الا أنها الآن منتشرة ومقبولة في طول أوروبا وعرضها! فبمجرد طرح الافكار للتداول العام، حتى ولو بقصد الصدمة في البداية، فإن ذلك يوجد لها مسارا وبابا للاعتناق والتطبيق مع ضعف مناعة المجتمع الدينية والأخلاقية!

الا ان هذه السياقات التي يراها المقيمون في شرنقة الفضيلة والانكار الجميل وان الدنيا بخير و»احنا غير»، لم تعد بعيدة عنا وهي الان تنشر بوجوه وأقلام وأفكار تبدو في الظاهر عربية مسلمة، وما هي الا صنيعة مهجنة للفكر الاستعماري الذي فتح المجال لمثل هؤلاء للتعليم في بلادهم والحصول على القاب المفكرين والاساتذة والباحثين والناشطين، ليعودوا بهالة النخبة ويتقيؤوا علينا حثالة ما وصل اليه الغرب في التردي الانساني.

يمنع المواطنون من التعبير السلمي عن آرائهم في الميادين العامة التي أصبحت تسور وتسيج قصدا للحجر على أي ممارسة سياسية للشعب الاردني الواعي والمنتمي، وتفتح المنابر على اطلاقها لبعض الكتبة لإعلان حربهم على الحصن الباقي وهو الأسرة والأخلاق، بحجة الحرية والانفتاح والرأي والرأي الآخر الذي يسير في اتجاه واحد، ويظلل فئة مرضيا عنها من صناع القرار!!

لا مشاحة عند الحكومة وقوانينها ان تطلع علينا كاتبة في جريدة يومية تدافع صراحة عن تبادل القبل بين الشباب والفتيات في الاماكن العامة، وبالمرة تكمل موشحها المعتاد وأسطوانتها المشروخة في ضرب الدين وشيوخه ورموزه وخطابه، ثم تختم كلامها بالطيبة والمثالية الافلاطونية بالدعوة للأمل والإيمان! لا مشاحة في الدعوة العلنية للرذيلة ولكن ان تعبر عن رأيك في أمور الأمة وحال الوطن فهناك من يقرأ ويترصد لك، ليعتبرك معكرا للجو والعلاقات، وبذا تستحق ان تغيب في زنازين الوطن سنوات!! أن تقرع الجرس حرصا على الوطن وتنبيها الى حالات مرصودة من التردي الاخلاقي، فأنت مجرم تقوض اركان الدولة!! أما نوعية هذه الكاتبة فلا يقوضون ولا يهدمون بل يعمرون ويبنون ويستحقون أن تفتح لهم المجالات وتسلط عليهم الأضواء!!

ما الضير في «فتى متحمس قبّل فتاته» هكذا يستغرب المقال؟ ونتساءل عن المسكوت قصدا عنه في المقال ونكمل؟ وما الضير في فتى «متحمس» مارس الفاحشة مع فتاته وجعلها تحمل منه؟ أليس البدايات «المتحمسة» قد توصل الى النهايات «الساخنة»؟ أم أن نسخة «الحب» عند الكاتبة لا توصل فيها الحماسة كما تعرفها فطرة البشر الى ما هو أبعد من ذلك؟! هل تفتي الكاتبة بغير علم ولا فقه فتقول لا بأس في القبلة ولكن ما فوق ذلك يستدعي التدخل؟! هل تقبل لنفسها وأولادها وابنتها خصوصا نفس المشهد أمام الناس داخل الارض العربية وخارجها؟ لأن من يبشر بأمر عليه ان يستعد ليتحمل تطبيقه ووزره ووزر من عمل به فطباخ السم يذوقه!

تظن الكاتبة ان المجتمع الأردني والمتدينين خصوصا جهلة وغير مطلعين ولا يعرفون الحصاد المر الذي مر به العالم من جراء ما تدعو اليه، ولو كان في صغر حجم قبلة، فلتعد للاحصائيات ان كانت جاهلة وهي منثورة على كثير من مواقع الانترنت المعتمدة، وأسوق منها للمثال لا الحصر:

59% من الأطفال الفرنسيين يولدون خارج الزواج، عدد المتزوجين في بريطانيا لا يتجاوز 50.3%، ومليونان ونصف مليون مراهق(ة) في أمريكا مصابون بالأمراض الجنسية نتيجة تفشي الإباحية، و20%من الاناث المراهقات يحاولن الانتحار كل عام، و21% من نساء أمريكا تعرضن للاغتصاب، وأمريكا هي الدول الاولى في العالم من حيث وقوع حالات الاغتصاب، و25% من النساء البريطانيات يتعرضن للضرب، وتتلقى الشرطة 100 ألف مكالمة شكوى اعتداء سنوي!!

فهل نريد تكرارا لهذه الأحوال في بلادنا، أم أن القبلات في العالم العربي والاسلامي من نوع آخر «عنين» مرفوع عنه العتب والوزر بإفتاء شيوخ العلمانية والتعهير المقدم بثوب التحرير؟!

ان السفيرة الامريكية ليست بحاجة لتوريط نفسها في الحضور والمساندة العلنية لافكار ومبادرات الشذوذ في بلادنا، يكفيها وغيرها مثل هؤلاء الكتاب من أهل البلد الذين لا يتوجس الناس منهم خيفة، إلا اذا عرفوا تاريخهم التراكمي ليقوموا بالعمل الاختراقي وهدم الاخلاق عنهم!

فيا شيوخ الدين حتى تكونوا لطيفين ومسلمين بحق تنشرون دين التسامح والرحمة والحب لا دين الدواعش والتكفير خذوا بنصائح الكاتبة «الفقيهة»؛ لانه إما أن تكون مفرطا لا تشبه الدين في شيء، او تكون إرهابيا اذا دعوت لتطبيق الدين والشريعة واحترام الاخلاق، اما روح الدين فغائبة بين جهالة الجاهلين واختطاف المتشددين! كن شيخا بلا دين ولا فقه ولا دسم على الطريقة الأمريكاني حتى تنال الرضى والمجال!

أيها الخطباء تناسوا كل شيء يوم الجمعة وفي دروسكم تناسوا الاصلاح وكرامة المواطن وحقوق الانسان والأمة الغارقة في دمائها والاقصى المحتل، وركزوا على الحب والقبل ومشروعيتها وحكمتها وحدودها، ودندنوا عليها دائما في كل وقت حتى يصبح الحب وبذله عادة في الشعب الاردني، ويختفي الظلم والفساد والاستبداد.

صدق من قال متعجبا: كتبت في الحب عشرين سطرا فخيل لي ان هذا الحصار تراجع عشرين مترا!!! هذا في الحب الطاهر وقوته التغييرية، فكيف لو لم يكن حبا وانما فسقا وفجورا بقوة تدميرية؟!

إن هذه الكاتبة التي تسوق لنا مفردات قاموس النسوية الغربية التي عادت مجتمعاتها وشيطنت الرجل وافتعلت الحروب، وتظن بتعال جهلنا فيها، لا نجد لها وصفا الا ما ذكره الناقد جورج طرابيشي عن مثيلاتها «امرأة ضد جنسهاA Woman against her Sex» او مسلمة عربية ضد عروبتها ودينها!!!

الله لا يغفر للديوث الذي يرضى الفاحشة في أهله، والدياثة ليست فقط مقصورة على الرجال!!

بدل ميادين الحرية والتعبير قد يصبح لدينا في يوم «شارع القبلات»!! فالذي يملك الجرأة والضوء الاخضر ان يطرح تساؤلا مثل «وما الضير في فتى متحمس يقبل فتاته»!!! قد يملك القوة في يوم على فرض التدهور والانحدار، وما أكثر من يطبلون له!!

ألا مِن أحد ينتصر لتقويض أركان المجتمع الأردني والدين؟!

(السبيل 2015-11-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات